لم ينس يهوذا الخائن الدور الذي كان عليه أن يمثله . فعندما دخل أولئك الرعاع إلى البستان سار هو في الطليعة وكان رئيس الكهنة يتبعه عن قرب . وقد أعطى يهوذا علامة لمطاردي يسوع قائلا: “الذي أقبله هو هو. أمسكوه” (متى 26 : 48). والآن ها هو يتظاهر بأن لا شأن له بهم . وإذ يدنو من يسوع يمسك بيده كما لو كان صديقا حميما . ثم يحييه قائلا: “السلام يا سيدي!” (متى 26 : 49). ويقبله مرارا ويتصنع البكاء كما لو كان يعطف عليه في خطره. ML 658.1
فقال له يسوع: “يا صاحب، لماذا جئت؟” ثم ارتجف صوته بالحزن إذ أضاف قائلاً: “أبقبلة تسلّم ابن الإنسان؟” (متى 26 : 50 ؛ لوقا 22 : 48). كان ينبغي أن هذا القول يحرك ضمير الخائن ويلمس قلبه العنيد . ولكن الشرف والولاء والرقة الإنسانية كانت قد تركته فوقف جريئا متحديا ، ولم يبد عليه أي ميل للتوبة ، فقد أسلم نفسه للشيطان وعجز عن مقاومته ، ولم يرفض يسوع قبلة الخائن. ML 658.2
زادت جرأة أولئك الرعاع عندما رأوا يهوذا يلمس شخص ذاك الذي رأوه ممجدا منذ لحظات . وها هم الآن يلقون الأيدي على يسوع ، ثم يتقدمون ليوثقوا تينك اليدين الغاليتين اللتين كانتا تعملان الخير دائما . ML 658.3