لم يقل المسيح شيئا يمكن أن يتخذه المشتكون ذريعة ضده ، ومع ذلك فقد كان موثقا للدلالة على كونه مدينا . ومع ذلك فلا بد لهم من أن يتظاهروا بأنهم ملتزمون جانب العدل . كان من الضروري أن يكون هنالك شكل المحاكمة القانونية ، وهذا ما حرصت السلطات على الإسراع لعمله . لقد عرفوا الاعتبار العظيم الذي يكنه الشعب ليسوع فكان أولئك الرؤساء يخشون لئلا إذا ذاع خبر القبض عليه فالشعب سيحاولون إنقاذه . ثم إذا لم يسرعوا في المحاكمة وتنفيذ الحكم فسيلتزمون أن يؤجلوا إجراءاتهم أسبوعا كاملا بسبب الاحتفاء بعيد الفصح . وقد يكون من أثر ذلك إحباط كل خططهم ومؤامراتهم .فلكي يتمكنوا من إدانة يسوع لجأوا إلى الشغب الذي تمكن أن يصطنعه الرعاع ، وكان كثيرون منهم من سوقة أورشليم . فلو تأخروا أسبوعا فستخف وطأة الضجة بالطبع ومن المرجح أن يكون لذلك كله رد فعل . أما أفاضل الشعب فسينضمون إلى جانب المسيح ، وسيتقدم كثيرون ليشهدوا على براءته إذ يذيعون أخبار الآيات والقوات التي قد صنعها .وقد يكون هذا سببا في إثارة سخط وغضب عامين على رجال السنهدريم . وسيوجه إليهم اللوم على إجراءاتهم ويطلق سراح يسوع ليتقبل ولاء الجموع من جديد . ولذلك عقد الكهنة والرؤساء العزم على تسليم يسوع إلى أيدي الرومان قبلما تنكشف نواياهم. ML 663.2
لكن كان عليهم قبل كل شيء تلفيق تهمة ضد المسيح . إنهم لم يحققوا مأربا بعد . لقد أمر حنان بأن يؤخذ يسوع إلى قيافا . وكان هذا أحد رجال حزب الصدوقيين الذين غدا بعض منهم الآن أشد أعداء المسيح تهوراً . وقيافا نفسه وإن يكن ينقصه الشيء الكثير من قوة الخلق كان شبيها كل الشبه بحنان في قسوته وظلمه واستهتاره ، وهو سيبذل قصارى جهده لإهلاك يسوع . كان ذلك في بكور الصباح والظلام ما زال حالكا جداً ، وعلى نور المشاعل والمصابيح سارت فرقة الجنود المسلحين بأسيرهم إلى قصر رئيس الكهنة . وإذ كان رجال السنهدريم في طريقهم إلى هذا القصر عاد حنان وقيافا يستجوبان يسوع ولكن في غير طائل. ML 664.1