وحالما طلع النهار التأم مجمع السنهدريم ثانية وأتي بيسوع إلى قاعة الاجتماع. كان قد أعلن عن نفسه انه ابن الله . ولكنهم حرفوا أقواله لتكون تهمة يوجهونها ضده . إلا أنهم لم يستطيعوا إدانته بموجب هذا لأن كثيرين منهم لم يكونوا حاضرين في جلسة الليلة السابقة فلم يسمعوا أقواله ، وقد عرفوا أن القضاء الروماني لن يجد في هذه التهمة علة تستوجب الموت. ولكن لو أنهم كلهم يسمعونه يردد نفس كلامه بشفتيه لأمكنهم بلوغ مأربهم . ذلك أن ادعاءه بأنه مسيا يمكنهم تحريفه على أنه ادعاء القصد منه إثارة فتنة سياسية. ML 673.3
فقالوا له: “إن كنت أنت المسيح، فقل لنا!” ولكن المسيح ظل صامتا فجعلوا يلحون عليه بأسئلتهم . أخير أجابهم بنغمة محزنة محركة للعواطف قائلا لهم: “إن قلت لكم لا تصدقون، وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني”. ولكن حتى لا يكون لهم عذر أضاف قائلاً: “منذ الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله” (لوقا 22 : 67 — 69). ML 674.1
فسألوه بصوت واحد قائلين: “ أفأنت ابن الله؟” فأجابهم قائلاً: “ أنتم تقولون إني أنا هو”. فصاحوا قائلين: “ما حاجتنا بعد إلى شهادة؟ لأننا نحن سمعنا من فمه” (لوقا 22 : 70 و 71). ML 674.2
وهكذا بموجب إدانة السلطات اليهودية ليسوع للمرة الثالثة كان لا بد أن يموت. وقد ظنوا أنه لا يلزمهم إلا مصادقة الرومان على هذا الحكم وحينئذ يسلمونه إلى أيديهم. ML 674.3