قام المسيح من الأموات كباكورة للراقدين . لقد كان هو المرموز إليه بحزمة الترديد .وكانت قيامته في نفس اليوم الذي كانت حزمة الترديد ستقدم فيه أمام الرب . وقد ظل هذا الطقس الرمزي يمارس مدة تزيد عن ألف سنة . فمن حقول الحصاد كانت تجمع أول السنابل التي تنضج قبل غيرها . وعندما كان الشعب يذهبون إلى أورشليم في عيد الفصح كانت حزمة الباكورة تردد كتقدمة شكر للرب . وقبل تقديم حزمة الباكورة هذه لم يكن يسمح باستعمال المنجل في حصاد حقل الحنطة ولا حزمها في حزم . وتلك الحزمة المكرسة للرب كانت تمثل الحصاد . كذلك المسيح الباكورة يمثل الحصاد الروحى العظيم الذي سيجمع لملكوت الله . وقيامته هي رمز وعربون لقيامة كل الأموات الأبرار ، “لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيحضرهم الله أيضاً معه” (1 تسالونيكي 4 : 14). ML 743.3
وإذ قام المسيح فقد سبى سبيا إذ أقام من القبر جماعة من الأسرى . فالزلزلة التي حدثت عند موته فتحت قبور هؤلاء الناس. وعندما قام خرجوا من قبورهم معه . لقد كانوا عاملين مع الله وشهدوا للحق وقدموا أرواحهم ثمنا لذلك . فالآن عليهم أن يشهدوا لمن أقامهم من الأموات. ML 744.1
إن يسوع في أثناء خدمته أعاد الحياة للموتى . فقد أقام ابن أرملة نايين وابنة رئيس المجمع ولعازر ، ولكن هؤلاء لم يتسربلوا بالخلود فبعد قيامتهم كانوا لا يزالون خاضعين للموت . ولكن أولئك الذين خرجوا من قبورهم عند قيامة المسيح أقيموا لحياة أبدية . لقد صعدوا معه كتذكارات لنصرته على الموت والهاوية . وقد قال المسيح: هؤلاء ما عادوا أسرى الشيطان فلقد افتديتهم . لقد أخرجتهم من القبور كباكورة لقوتي ليكونوا معي حيث أكون . لن يذوقوا الموت أو الحزن فيما بعد. ML 744.2
هؤلاء دخلوا المدينة وظهروا لكثيرين وأعلنوا قائلين: لقد قام المسيح من الأموات وقمنا نحن معه . وهكذا تأيدت حقيقة القيامة . فالقديسون المقامون شهدوا لصدق هذا القول: “تحيا أمواتك تقوم الجثث”. وقد كانت قيامتهم مثالا لإتمام النبوة القائلة: “استيقظوا، ترنموا يا سكان التراب. لأن طلّك طل أعشاب، والأرض تسقط الأخيلة” (إشعياء 26 : 19). ML 744.3