ولكن لم يكن العمل ليقتصر على أورشليم واليهودية وحدهما بل كان ينبغي أن يمتد إلى أقصى الأرض . قال المسيح لتلاميذه : لقد كنتم شهودا لحياة التضحية التي قدمتها لأجل العالم ، وشاهدتم عملي وتعبي الذي كابدته لأجل اسرائيل . فمع أنهم لم يريدوا أن يأتوا إلي لتكون لهم حياة ، ومع أن الكهنة والرؤساء قد عملوا بي ما أرادوا ، ومع أنهم رفضوني كما قد تنبأت الكتب - فستعطى لهم فرصة أخرى لقبول ابن الله . لقد رأيتم كيف أنني أقبل مجانا كل من يأتون إل ي معترفين بخطاياهم : من يقبل إل ي فلا أخرجه خارجا . فكل من يريد ، يمكنه أن يتصالح مع الله وينال الحياة الأبدية . فيا تلاميذي إنى أستودعكم رسالة الرحمة هذه . وإنما يجب تقديمها لإسرائيل أولا وبعد ذلك لكل الأمم والألسنة والشعوب . يجب أن تقدموها لليهود وللأمم . وكل من يؤمنون تجمعهم كنيسة واحدة. ML 775.2
وبواسطة عطية الروح القدس كان التلاميذ سيزودون بقوة مدهشة . وكانت شهادتهم ستثبت بالآيات والعجائب . وكانت ستصنع معجزات ليس فقط بواسطة الرسل وحدهم ولكن أيضاً بواسطة من قبلوا رسالتهم . قال يسوع: “يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيّات، وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون” (مرقس 16 : 17 و 18). ML 775.3
في ذلك الحين كان القتل بالسم أمرا شائعا وكان الناس ذوو المبادئ السافلة لا يترددون أو يتورعون عن استخدام السموم في القضاء على من يقفون في طريق أطماعهم . وقد عرف يسوع أن حياة تلاميذه ستتعرض لذلك الخطر . وكثيرون من الأشرار سيظنون أنهم إذا قتلوا شهود الله فإنما يقدمون خدمة له . ولذلك وعدهم يسوع بالوقاية من هذا الخطر. ML 775.4
كان التلاميذ سيزودون بنفس القوة التي كانت ليسوع حتى يشفوا “كل مرض وكل ضعف في الشعب”. وإذ يشفون أمراض الجسد باسمه فإنهم بذلك يشهدون لقدرته على شفاء النفس “متى 4 : 23. انظر أيضاً 9 : 6). والآن هاهو يعدهم بهبة جديدة . كان على التلاميذ أن يكرزوا بين الأمم الأخرى ، فكانوا سيعطون قوة للتكلم بألسنة أخرى . كان الرسل ومن معهم قوما أميين ومع ذلك فبواسطة انسكاب الروح القدس عليهم في يوم الخمسين صار حديثهم طاهرا وبسيطا ومتقنا وصحيحا سواء في استعمال الكلمات أو في اللفظ بلغتهم أو بأي لغة أجنبية. ML 776.1