ففاجأهم يوحنا بهذا السؤال الفاحص: “يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟ فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة. ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أباً. لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم” (متى 3 : 7 — 19). ML 86.4
كان اليهود قد حرفوا وعد الله بالرضى الأبدي عن إسرائيل، وهو يقول: “ هكذا قال الرب الجاعل الشمس للإضاءة نهاراً، وفرائض القمر والنجوم للإضائة ليلاً، الزاجر البحر حين تعج أمواجه، رب الجنود اسمه: إن كانت هذه الفرائض تزول من أمامي، يقول الرب، فإن نسل إسرائيل أيضاً يكف من أن يكون أمة أمامي كل الأيام. هكذا قال الرب: إن كانت السموات تقاس من فوق وتفحص أساسات الأرض من أسفل، فإني أنا أيضاً أرفض كل نسل إسرائيل من أجل كل ما عملوا، يقول الرب” (إرميا 31 : 35 — 37). كان اليهود يبررون أن تناسلهم الطبيعي من إبراهيم يعطيهم حق امتلاك هذا الوعد. ولكنهم أغفلوا الشورط التي قد وضعها الله. فقبلما أعطى هذا الوعد قال: “أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً .. لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيّتهم بعد” (إرميا 31 : 33 و 34). ML 87.1
إن الشعب الذي شريعة الله مكتوبة على قلبه هو الذي حقق له الرب إحسانه ورضاه أنهم يكونون متحدين به . ولكن اليهود كانوا قد انفصلوا عن الله . فبسبب خطاياهم كانوا يقاسون البلايا من هول أحكامه . وهذا كان السبب في عبوديتهم لأمة وثنية . لقد أظلمت المعاصي عقولهم ، ولكون الرب قد بسط لهم رحمة في العصور الغابرة كانوا يعتذرون عن خطاياهم . وكانوا يخدعون أنفسهم بالقول إنهم أفضل من غيرهم من الناس وإنهم يستحقون نوال بركات الله. ML 87.2
هذه الأمور “كُتبت لإِنَذارِنا نَحن الَّذين اْنَتهت إِليَنا أَوَاخر الدهورِ” (1 كورنثوس 10 : 11). كم من مرة نعرف بركات الله ونخدع أنفسنا بالقول إننا قد أنعم علينا لأجل صلاحنا . إن الله لا يستطيع أن يصنع معنا ما يشتاق إلى صنعه . فنحن نستخدم عطاياه لإرضاء ذواتنا وتقسية قلوبنا في عدم الإيمان والخطية. ML 87.3