أعلن يوحنا لمعلمي إسرائيل أن كبرياءهم وأنانيتهم وقسوتهم قد برهنت على أنهم أولاد الأفاعي ولعنة قاتلة ماحقة للشعب وليسوا أولاد إبراهيم البار المطيع. أما بالنظر إلى النور المعطى من الله فقد كانوا أشر من الوثنيين الذين كانوا يدعون أنهم أرفع منهم جدا. لقد نسوا الصخر الذي منه قطعوا ونقرة الجب الذي منه حفروا. ولم يكن الله موقوفا عليهم في إنجاز مقاصده . فكما قد دعا إبراهيم من وسط شعب وثني كذلك كان يمكنه أن يدعو آخرين ليخدموه ، ومع أن قلوب أولئك الآخرين ربما تبدو عديمة الحياة كأحجار الصحراء فإن روحه يستطيع أن يحييهم ليفعلوا مشيئته ويقبلوا إتمام وعده. ML 87.4
ثم قال النبي: “وَالآنَ قَد وُضعت اْلَفأْسُ عَلى أَصلِ الشَّجرِ ، فَكُلُّ شَجرةٍ لاَ تصَنع ثمرا جيدا تُقطع وَتُلَقى في النَّار” (متى 3 : 10). إن قيمة الشجرة لا تقدر باسمها بل بثمرها.فمتى كان الثمر لا قيمة له فإن اسم الشجرة لا يمكن أن ينقذها من القطع والهلاك . ولهذا أعلن يوحنا لليهود أن موقفهم أمام الله تقرره أخلاقهم وحياتهم . فلا قيمة للاعتراف أو الادعاء ولا جدوى منهما . فإذا لم تكن حياتهم متمشية ومنسجمة مع شريعة الله فليسوا شعبه. ML 88.1
لقد اقتنع سامعو يوحنا وتبكتوا من وعظه الفاحص القلوب. فجاءوا يسألونه قائلين إذاً: “فَماذَا نَفعلُ؟”، فأجاب وقال لهم: “من لَه ثوبانِ فَليعط من لَيس لَه ، وَمن لَه طَعامٌ فَليفعلْ هكَذا” (لوقا 3 : 11). ثم حذر العشارين من الظلم ، كما حذر الجنود من القسوة والعنف. ML 88.2
تم قال لهم إن كل من قد صاروا رعايا في ملكوت المسيح لابد أن يبرهنوا على ذلك بتوبتهم وإيمانهم. وستظهر في حياتهم صفات الرفق والأمانة والولاء . إنهم يخدمون المحتاجين ويقدمون تقدماتهم لله ، ويكونون حصنا ودرعا للقاصرين وغير المحصنين ، ويقدمون للناس مثالا في الفضيلة والرأفة . وهكذا يبرهن أتباع المسيح على قوة الروح القدس المغيرة والمجددة . وترى في حياتهم اليومية صفات العدل والرحمة ومحبة الله.وإلا فإنهم سيكونون كالتبن الذي يطرح في النار ML 88.3