عندما قال المخلص: “اذهبوا ... تلمذوا جميع الأمم” قال أيضاً: “وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيات، وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون”. إن هذا الوعد بعيد المدى كالتفويض . ولكن ليس معنى هذا أن يزود كل مؤمن بكل المواهب . إن الروح يقسم لكل واحد بمفرده كما يشاء “(1 كورنثوس 12 : 11) ولكن هبات الروح موعود بها لكل مؤمن بحسب حاجته لعمل الرب . والوعد لا يزال قويا يركن إليه الآن كما كان في أيام الرسل: “هذه الآيات تتبع المؤمنين” هذا هو امتياز أولاد الله. وعلينا أننا بالإيمان نتمسك بكل ما يمكننا الحصول عليه كهبات من هبات الإيمان. ML 778.1
“يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون”. إن هذا العالم هو مستشفى كبير للأمراض المعدية المستعصية ولكن المسيح أتى ليشفي المرضى ولينادي لأسرى الشيطان بالعتق . لقد كان هو في نفسه الصحة والقوة . ولقد قدم حياته للمرضى والمصابين ومن فيهم شياطين ، ولم يطرد أي إنسان أتاه ليحصل على قوته الشافية . عرف أن أولئك الذين أتوا إليه في طلب المعونة كانوا قد جلبوا على أنفسهم المرض ، ومع ذلك فهو لم يرفض أن يشفيهم .وعندما كانت قوة المسيح تلامس تلك النفوس المسكينة كانوا يتبكتون على الخطية وكان كثيرون منهم يحصلون على شفاء الروح كما على شفاء الجسد من الأمراض العضالة . ولا يزال الإنجيل يملك نفس هذه القوة . فلماذا لا نشهد اليوم نفس هذه النتائج ؟ ML 778.2
إن المسيح يحس بويلات كل مريض . فعندما تمزق الأرواح الشريرة جسما بشريا فالمسيح يحس باللعنة . وعندما تلتهب منابع الحياة بنار الحمى فالمسيح يحس بذلك العذاب. وهو لا يزال الآن راغبا في شفاء المرضى كما كان وهو على الأرض بذاته . وخدام المسيح هم نوابه والقنوات التي يعمل عن طريقها ، فهو يرغب في استخدام قوته الشافية عن طريقهم. ML 778.3
كان في الطريقة التي استخدمها المخلص في الشفاء دروس لتلاميذه . فذات مرة طلى بالطين عيني الأعمى وأمره قائلا: “اذهب اغتسل في بركة “سلوام” الذي تفسيره: مرسل فمضى واغتسل وأتى بصيراً” (يوحنا 9 : 7). ولم يكن يمكن نوال الشفاء إلا عن طريق الشافي العظيم ، ومع ذلك فقد استخدم المسيح وسائط الطبيعة البسيطة . ففي حين أنه لم يرض عن الشفاء بالعقاقير فقد صادق على استعمال العلاجات الطبيعية البسيطة. ML 778.4
لقد قال المسيح لكثيرين ممن كانوا معذبين ونالوا الشفاء على يديه: “لا تخطئ أيضاً، لئلا يكون لك أشر” (يوحنا 5 : 14). وهكذا علمنا أن المرض هو نتيجة انتهاك شرائع الله الطبيعية والروحية . إن الشقاء العظيم الذي يملأ العالم ما كان يوجد لو أن الناس عاشوا على وفاق مع تدبير الخالق. ML 779.1