إن أول تعبير عبر به نثنائيل عن إيمانه، والذي كان شاملاً وحاراً ومخلصاً، نزل على أذني يسوع كموسيقى عذبة. “ أجاب يسوع وقال له: “ هل آمنت لأني قلت لك إني رأيتك تحت التنية؟ سوف ترى أعظم من هذا! ” (يوحنا 1: 50). لقد نظر المخلص بفرح إلى المستقبل إلى عمله في تقديم البشارة المفرحة للمساكين الودعاء إذ يشفي المنكسري القلوب وينادي لمأسوري الشيطان بالإطلاق . وإذ فكر في البركات الثمينة التي قد أتى بها للناس أضاف يسوع قائلا: “الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان” (يوحنا 1 : 51). ML 122.3
إن المسيح يقول هنا في الواقع: على ضفاف الأردن انفتحت السموات ونزل الروح القدس علي مثل حمامة ، فهذا المنظر كان علامة على أنني ابن الله ، فإن آمنتم بأنني ابن الله فسيتقوى إيمانكم وسترون السماء وقد فُتحت ولن تغلق ، لقد فتحتها أنا لكم. إن ملائكة الله يصعدون حاملين صلوات المساكين والمتضايقين إلى الآب في السماء وينزلون حاملين البركة والرجاء والشجاعة والعون والحياة لبني الإنسان. ML 122.4
إن ملائكة الله هم دائبون على الانتقال من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى الأرض، وإن المعجزات التي أجراها المسيح لخير المتألمين والمفديين قد أجريت بقدرة الله عن طريق خدمة الملائكة. وبالمسيح عن طريق خدمة رسله السماويين تنسكب علينا كل البركات من الله . إن مخلصنا إذ اتخذ طبيعة البشر يوحد مصالحه بمصالح الساقطين من الرجال والنساء من أولاد آدم ، وعن طريق ألوهيته يمسك بعرش الله . وهكذا صار المسيح الواسطة التى بها يمكن أن يتحدث الناس مع الله والله مع الناس. ML 123.1