لم يطلب يسوع من هذا المريض أن يؤمن به ، وإنما قال له: “قُمِ . احملْ سرِيركَ وَامشِ” (يوحنا 5 : 8). غير أن إيمان هذا الرجل يتمسك بتلك الكلمة وهكذا تنتعش كل أعصابه وعضلاته وتدب فيها حياة جديدة وتملأ الصحة أطرافه الكسيحة . وبدون سؤال يجعل الرجل إرادته تطيع أمر المسيح فتستجيب كل عضلاته لتلك الإرادة . وإذ يقفز على قدميه بحس بالنشاط في كل جسمه. ML 179.3
لم يكن يسوع قد أعطاه تأكيدا بالمعونة الإلهية ، وكان يمكن للرجل أن يتلكأ فتساوره الشكوك ، ويضيع بذلك فرصته الوحيدة لنيل الشفاء. ولكنه آمن بكلمة المسيح ، وإذ أطاعها نال القوة . ML 180.1
بنفس هذا الإيمان يمكننا أن ننال الشفاء الروحي. إننا بسبب الخطية قد انفصلنا عن حياة الله فأصاب الشلل الروحي نفوسنا . ومن ذواتنا لسنا أقدر على أن نحيا حياة القداسة مما كان ذلك الرجل المريض العاجز قادرا على المشي على قدميه . إن كثيرين هم متحققون من عجزهم ويتوقون للحصول على تلك الحياة الروحية التي تجعلهم في حالة انسجام مع الله . وعبثا يحاولون بلوغ هذا المأرب ، وفي يأسهم يصرخون: “وَيحي أَنا الإِنسانُ الشَّقي! من يْنقذُني من جسد هَذا اْلموتِ؟” (رومية 7 : 24). فلينظر مثل هؤلاء الناس الذين يكافحون كفاحا مستميتا إلى فوق . إن المخلص ينحني نحو أولئك الذين قد اقتناهم بدمه قائلا لكل منهم برقة وعطف لا يعبر عنهما. “أَتُرِيد أَنْ تَبرأَ؟” فالمخلص يأمرك أن تنهض بصحة وسلام . فلا تنظر حتى تحس بأنك قد شفيت . فإذا آمنت بكلمته ستنال الشفاء . اجعل إرادتك إلى جانب المسيح وأرد أن تخدمه . وإذ تطيع كلمته ستنال القوة . مهما كانت أعمالك شريرة ، ومهما كانت الشهوات المتحكمة فيك والتي بسبب انغماسك فيها قد كبلت جسدك وروحك بقيودها ، فالمسيح يقدر ويريد أن يحررك . فهو يمنح الحياة للنفس المائتة “بِالذُّنُوبِ وَاْلخ طايا” (أفسس 2 : 1). فهو يحرر الأسير الممسك بقيود ضعفه وسوء طالعه وخطاياه. ML 180.2