من الناس من يخدعون نفوسهم بالظن أن الشكل الحسن و الزينة الفاخرة الزاهية يكسبانهم اعتبار الآخرين غير أن هذا الجمال المقتصر فقط على زينة الثياب الخارجية هو جمال سطحي لا يلبث أن يزول، ولا يمكن الاعتماد عليه. أما الزينة التي يأمر المسيح أتباعه بالتحلي بها فتلك ثابتة لا تحول، إذ يقول: “ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر و التحلي بالذهب و لبس الثياب. بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن”. SM 361.2
لو كرّس الشبيبة نصف ما ينفقونه من وقت في الزينة الخارجية التي يهدفون من ورائها إلى إكساب أنفسهم جاذبية و إغراء — لو كرسوا مثل هذا الوقت لتهذيب النفس و تزيين القلب لرأينا اختلافاً بيّناً في سيرتهم و نطقهم و تصرفهم. إن الذين يطلبون الرب بإخلاص يتحفظون في أمر لباسهم، و يعملون بوصية الرب في هذا الشأن. فالمال الذي اعتادوا أن ينفقوه بإسراف على اللبس يبذلونه الآن في سبيل تقدم عمل الله و اكتساب النافع المجدي من المعارف، و بذلك يغدون أهلاً لتسلم المراكز ذات المسؤولية، و يعملون مرضاة السيد الرب الذي اشتراهم بثمن لا يقدر. SM 361.3
أعزائي الأولاد و الشباب، إن يسوع قد عمل كل ما بوسعه عمله ليهب لكم بيتاً في تلك المازل المعدة للذين يحبونه و يخدمونه. لقد ترك موطنه السماوي، و جاء إلى عالم ملوث بالخطية، إلى شعب لم يعرفوا أنه قدراً، و لم يحبوا فيه طهارته و قداسته، بل احتقروا تعاليمه و أماتوهه أقسى ميتة. “هكذا أحب الله العالم حتى بذله ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن له بل تكون له الحياة الأبدية”. SM 362.1