في مقابل هذه التضحية العظمى التي بذلها الله من أجلكم يريد تعالى منكم شيئاً. يريد أن تكونوا مسيحيين، لا بالاسم فقط، بل أيضاً بلبسكم وأحاديثكم. يريد منكم أن تكتفوا من لباسكم المحتشم من الثياب الخالية من الزركشة و التزويق و الزخرفة غير الضرورية. يريدكم أن تجعلوا أخلاقكم جذابة بشكل ترضى عنه السماء. فهلا فعلتم مرضاته إيها الشبيبة الأعزاء؟! SM 362.2
إن المظهر الخارجي هو، في الغالب، دليل على العقل فننتبه كيف يكون مظهرنا أمام العالم، إذ به يحكمون على إيماننا. نريدكم أن تتبعوا يسوع كأطفال أعزاء، ممتثلين لإرادته المعلنة في كل شيء. أريدكم أن ترضوا فاديكم بالسعي الحار إلى التحلي بزينة القلب الداخلية، فتحرزون، بمعونة يسوع، الغلبة على النفس، يوماً بعد يوم، لأنكم تنبذون من قلوبكم و حياتكم الكبرياء، وحب الظهور، و تفسحون فيها المجال للوداعة و المحبة و البساطة مما يجعل الشبيبة جيشاً من الجنود الأمناء للمسيح. SM 362.3
نعيش الآن في أزمنة صعبة، فالذين يدعون أنهم يحبون الله و يطيعونه ينكرونه بحباتهم اليومية، “لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضا ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة الله. لهم صورة التقوى و لكنهم منكرون قوتها”. إن الله لا يريد لكم أن توجدوا بين هؤلاء أيها الشبيبة الأعزاء. و كلمته تعلمكم كيف تنبذون هذه الشرور، و تكونون من الغالبين أخيراً... SM 363.1
“وهو غلبوه بدم الخروف و بكلمة شهادتهم”، “حينئذ كلم متقو الرب كل واحد قريبه و الرب أصغى و سمع و كتب أمامه سفر تذكرة للذين أتقوا الرب و للمفكرين في اسمه”. SM 363.2