أحاطنا الله بشاهد الطبيعة الرائعة الجمال لاجتذاب العقل و إمتاعه، و هو يريدنا أن نربط ما بين أمجاد الطبيعة و صفاته. و نحن إذا تصفحنا كتاب الطبيعة و أشبعناه درساً لوجدنا فيه مجالاً خصباً للتأمل في محبة الله و قدرته اللامحدودتين. SM 383.2
كثيرون يطرون المهارة الفنية المبدعة لرسوم ذات ألوان جميلة، بل أن من الناس من ينصرفون إلى الفن انصرافاً كلياً، و يكرسون في سبيله كل ما أوتوه من قوة و طاقة، و يظل فتهم المصطنع، مع ذلك، أبعد ما يكون عن مضاهاة الجمال الطبيعي الرائع، و لن يمكن لهذا الفن أن يصل إلى الكمال الذي نشاهده في الطبيعة. هناك كثيرون من المدعوين مسيحيين الذين يفتنهم مشهد رسم غروب الشمس، يهيمون ببراعة الفنان هيام عبادة، بينما لا يلتفتون إلى مشهد الغروب الفعلي المجيد الذي أعطى لهم أن يمتعوا النظر فيه كل غروب صاف خال من السحاب. SM 384.1
من أين يستوحي الفنان فنه؟ من الطبيعة. و لكن الفنان الأكبر العظيم هو الذي زيّن رقعة السماء المتبدلة بأمجاد الشمس الغاربة، و ألبسها أردية لها ألوان الذهب و الفضة و القرمز، و كأنما أبواب الملإ الأعلى قد فتحت على المصراعين، حتى نتفرس في بهائها و ينطبع في مخيلتنا مجدها الداخلي. كثيرون يحولون أبصارهم غير مكترثين لهذه الصورة التي هي من إبداع السماء، فيفوتهم إذ ذاك رؤية محبة الله و قدرته اللامحدودتين متجليتين في هذا الجمال الفائق الوصف الذي لا يبارى المسطور في رقعة الجلد، بينما ينذهلون و يكاد أن يسلب منهم اللب لدى مشاهدتهم تلك الرسوم الشوهاء التي لا تعدو كونها محاولة لتقليد الفنان الأعظم — (ب: 25 تموز — يوليو 1871). SM 384.2