إن الإله العظيم — أجل، حتى الإله العظيم هو محب لما هو جميل، و دليلنا الواضح في ذلك ما نراه من مصنوعات يديه، فلقد غرس لأبوينا الأولين جنة جميلة في عدن، و أنمى في الأرض أشجاراً باسقة ذات جلال مهيب من مختلف الأشكال، و جعلها للمنفعة و الزينة. كما أبدع الأزهار ذات الجمال النادر، بألوانها المتعددة الزاهية الساهرة و أنفاسها العطرة الفواحة المنعشة، و جعل الطيور الغريدة المرحة بأشكالها البديعة المختلفة تصدح بأغاريدها الحلوة لمجد خالقها، لقد كان قصد الله أن يجد الإنسان سعادته في القيام برعاية هذه المخلوقات، و أن يسد حاجاته بثمر شجر الجنة. SM 382.3
و غرس الله في قلوب أولاده حب ما هو جميل، غير أن الكثيرين شوهوا هذا الحب، إذ عبدوا ما قد أغدقه الله عليهم من نعم و أبدعه لهم من جمال، بينما نسوا المعطي الكريم الجواد العظيم. ذلك هو الكفر الغاشم بالنعمة. علينا أن نعترف بمحبة الله لنا و نلمسها في كل مصنوعات يديه، و يجب أن تتجاوب قلوبنا مع دلائل محبته هذه بأن نكرّس له أفضل و أقدس ما يعتمل في هذه القلوب من عواطف. SM 383.1