إنها لحقيقة تبعث على الخوف من محبة العالم مسيطرة على عقول الشبيبة. كثيرون يتصرفون كما لو كانت هذه الساعات الثمينة من زمن النعمة يوم عطلة بهيج، أو أنهم لم يخلقوا إلا لارتشاف كؤوس المسرات، و إمتاع النفس بما لا حد له من المثيرات. يجدون مسراتهم هذه في العالم و في الأشياء التي في العالم، فهم لذلك غرباء عن الآب و عن رعم روحه. كثيرون منهم إذا تحدثوا فبطيش و تهوّر. ينسون، باختبارهم، أنه بكلامهم يتبررون و بكلامهم يدانون. إن الأحاديث البطّالة و القهقهات السخيفة الفارغة التي تتصف بها حياة العديدين من شبيبتنا إنما تجلب العار على إسم إلهنا... SM 385.2
و الشيطان يبذل جهوداً خاصة ليقودهم إلى حيث يجدون السعادة في اللهو الدنيوي و إلى التماس العذر لأنفسهم بحجة أن هذا اللهو بريء، لا ضرر منه، بل ضروري للصحة. و يظهر لهم طريق القداسة صعباً، أما مسالك الملذات الدنيوية فسهلة، مفروشة بالأزاهير. هكذا بألوان خادعة مغرية يزين إبليس العالم، و يعرضه أمام الشبيبة، غير أن ملذات العالم تزول سريعاً، و ما يزرعه الإنسان إياه يحصده، لا محالة. هل كثير على الله أن نكرس له الجواذب الشخصية و الإمكانات و المواهب، و هو الذي صنعنا و يحيطنا برعايته في كل لحظة؟ هل مؤهلاتنا هي من النفاسة و عظم القيمة بحيث لا يسعنا وقفها لله؟ SM 385.3