إن الشبيبة غالباً ما يتشوقون إلى شيء ينشط عقولهم و يروحها (يروح عنها). إن الرجاء المسيحي هو ما يحتاجون إليه عينا، لأن الديانة هي للمؤمن خير عزاء و خير سلوى، إنها السبيل الذي يغضي به إلى ينبوع السعادة الحقة. فليدرس الشبيبة كلمة الله، و يسلموا أنفسهم للتأمل و الصلاة، و سيجدون أن ذلك أفضل وسيلة بها يشغلون لحظات فراغهم. و ليذكروا أن الحكمة “طرقها طرق نعم و كل مسالكها سلا”. SM 386.1
إن الرسول بولس، في رسالته إلى تبطس يحض الأحداث على التعقل بقوله: “عظ الأحداث أن يكونوا متعقلين. مقدماً نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة و مقدماً في التعليم نقاوة و وقاراً و إخلاصاً. و كلاماً صحيحاً غير ملوم لكي يخزى المضاد إذ ليس له شيء رديء يقوله عنكم”. SM 386.2
إني أتوسل إلى الشبيبة، من أجل نفوسهم، أن يقبلوا نصح الرسول. إن هذه التعليمات و الإنذارات و التوبيخات الأمينة ستكون إما رائحة حياة لحياة أو رائحة موت لموت. SM 386.3
الشبيبة ميالون بطبعهم إلى الشعور بأنه لا ينتظر منهم الاضطلاع بالكثير من المسؤوليات و ملاحظة الأشغال و النهوض بالأعباء، غير أن الواجب يقتضيهم جميعاً أن يصلوا إلى ما يضعه لهم الكتاب المقدس من قياس. إن النور المنبعث من الفرص و الامتيازات و خدمة الكلمة و من المشورات و الإنذارات و التوبيخات — هذا النور يعمل على تكميل الصفات أو إدانة المهملين المستهترين. فعلى الأحداث كما على الذين هم أكبر منهم سنا أن يقبلوا هذا النور و يسيروا على هديه. فمن يختار الآن الرب، و يعزم أن يجعل خدمته تعالى الأولى و العظمة في حياته، و ينهض بالمسؤوليات الثقيلة؟ SM 387.1
“فاذكر خالقك في أيام شبابك”. إن يسوع يريد خدمة أولئك الذين لم يزالوا في ريعان الصبا. يريدهم أن يكونوا ورثة الملكوت الخالد. هؤلاء بإمكانهم أن يرتقوا في حياة الفضيلة إلى دور الرجولة واكتمال الأنوثة رغم الانحطاط الخلقي السائد الذي يفسد الشبيبة في أي مرحلة من مراحل حياتهم الباكرة. يمكنهم أن يكونوا أحراراً في المسيح، أولاد نور لا أولاد ظلمة. SM 387.2
إن الله يدعو كل شاب و فتاة أن ينبذوا كل عادة شريرة وأن يكونوا غير متكاسلين في الاجتهاد، بل حارين في الروح عابدين الرب. عليهم ألا يركنوا إلى الكسل و البطالة، أو يتقاعسوا عن محاربة العادات الخاطئة فيهم و تحسين سلوكهم و سيرتهم. إن إخلاصهم في صلواتهم يبرهن عليه سعيهم الحار في حفظ وصايا الله. يجب ألا يفسحوا في حياتهم المجال للعادات الخاطئة و صحبة عشراء السوء بل ليؤمنوا بأن الرب سيهبهم القوة للغلبة و الانتصار بقوة روحه. SM 387.3