إن جيلنا هو جيل شؤم على الشبيبة، فالاتجاه الغالب في المجتمع يميل إلى السماح لهم باتّباع إيحاءات عقولهم، فإذا كان الأولاد فالتين طائشين تملق والدوهم أنفسهم و خادعوها بالقول أن أولادهم متى كبروا و تعقلوا سيهجرون هذه العادات الخاطئة و يصبحون رجالاً و نساءً نافعين. يا لها من غلطة فظيعة! يتيحون للعدو، و لمدة سنين، أن يعبث بالقلب و يغرس فيه ما يغرس، و يتركون العادات الخاطئة لتترعرع و تتأصل كأنما هم لا يدركون الأخطار الكامنة و النهاية المرعبة للطريق التي تبدو لهم أنها طريق السعادة. إن جميع المحاولات و المجهودات المبذولة لإصلاح هؤلاء الشبيبة قد باءت، في كثير من الأحوال، بالفشل و خيبة الآمال. SM 393.1
إن مستوى التقوى بين المدعوين مسيحيين هو مستوى منخفض، بوجه عام، و إنه لمن الصعب على الشبيبة أن يقاوموا التأثيرات العالمية التي يشجع عليها كثيرون من أعضاء الكنيسة. إن أغلبية المسيحيين الأسميين يدعون أنهم يجيون للمسيح بينما هو، في الواقع يحيون للعالم. لا يدركون جودة السماويات و سموها، فلا يقدرون لذلك أن يحبوها حقاً. كثيرون يدّعون المسيحية لأنها تعتبر مشرّفة، و أن ديانتهم هو لا قوة لها على منعهم من مشاركة العالم في ملذاته. SM 393.2
البعض يرتادون المراقص، و يلهون بكل ما هنالك من متع، آخرون لا يذهبون إلى هذا الحد، و لكنهم مع ذلك يحضرون حفلات عابثة، و يشتركون في رحلات لاهية، و يغشون ملاه عالمية، و إن أشد العيون فراسة لتعجز عن تبيان أي فارق بين مظهرهم و مظهر غير المؤمنين. SM 393.3
إن وضع المجتمع الحالي يجعل من الصعب على الوالدين أن يضبطوا أولادهم و ينشؤوهم وفقاً لمبادئ الكتاب، فالأولاد غالباً ما ينفذ صبرهم تحت الضغط و يضيقون ذرعاً بالردع و الكبت و يودون أن ينطلقوا على هواهم، و أن يتصرفوا كما يحلو لهم، و لا سيما الأولاد بين سن العاشرة و الثامنة عشر، إذ إنهم يميلون إلى الشعور بأن لا ضير عليهم من الذهاب إلى حفلات اللهو الخاصة بالصغار، غير أن الوالدين المسيحيين المختبرين يروم في ذلك خطراً أكيداً، فهم خبيرون بالتجارب الخاصة التي يتعرض لها أولادهم وبما لهذه الأمور من تأثير في عقولهم ولذا فمن واجبهم، في سبيل خلاص أولادهم، أن يمنعوهم من الأخذ بنصيب من هذا اللهو المثير. SM 394.1
أي عبء ثقيل يسقط عن قلوب الوالدين المدققين الأمناء حين يعزم أولادهم أن يهجروا مسرات العالم و يصبحوا تلاميذ المسيح! و لكن على الوالدين، مع ذلك، ألا يكفوا عن العمل من أجلهم، إذ أن أولادهم الشباب هم في بداية حربهم على الخطية و على شرور القلب الطبيعي، يحتاجون، بصورة خاصة، إلى نصح والديهم و سهرهم عليهم. SM 394.2