إن الرغبة في اللهو و التسلية لهي تجربة و شرك لشعب الله، و لا سيما الشبيبة منهم. والشيطان لا ينفك يعرض عليهم المغريات ليجتذب عقولهم من مهمة الاستعداد الخطيرة لأحداث مستقبلة. و هو دائب، عن طريق الدنيويين، في عرض مسرات دائمة، حتى يغوي الغافلين منهم للأخذ في المسرات العالمية. هناك ملاه و محاضرات و ضروب من التسلية لا حد لها غايتها استدراج الشبيبة إلى محبة العالم و عن طريق هذا الاندماج في العالم يضعف الإيمان. SM 392.1
الشيطان عامل دؤوب، و عدو ماكر مميت، فكلما قيلت كلمة، سواء كانت لتملّق الشبيبة أم لحملهم على التقليل من بغضهم واستفظاعهم لخطية ما، انتهز إبليس هذه الفرصة و غذى بذرة الشر حتى تمد جذورها و تثبت أصولها و تأتي بحصاد وفير. إنه خدّاع ماكر و ساحر ماعر بكل ما تنطوي عليه هاتان الكلمتان من معنى. عنده أشراك و أحابيل نسجت بدقة و براعة، ظاهرها سليم لا أذى فيه، بينما هي في الواقع قد اعدت بمهارة و حذق لاصطياد الأغرار المتطوحين. إن العقل البشري ميال إلى مسرات الحياة و ملذاتها. و خطة الشيطان هي أن يشحن هذا العقل شوقاً إلى المتع الدنيوية حتى لا يبقى لصاحبه وقت للتفكير في أمر خلاص نفسه. SM 392.2