لقد رتب الله أن تروّض القوى الجسمية و العقلية جميعاً، أما طبيعة الرياضة الجسمانية فيجب أن تكون مطابقة تماماً للدروس التي أعطاها المسيح لتلاميذه — تلك الدروس الواجب تطبيقها في حياة المعلمين و الطلاب، بحيث أن الملائكة السماويين، إذ يرون مراحل تهذيبهم و تدريبهم، لا يدونون في سجلاتهم عبارة “محبين للذات”. غير أن الكثيرين نجدهم الآن، كما يصفهم كتاب الوحي. “محبين للذات دون محبة لله” 2 تيموثاوس 3 : 4. SM 389.2
هكذا يبث الشيطان و ملائكته أشراكهم لاصطياد النفوس. يسعون للتأثير في عقول المعلمين و الطلاب لإغرائهم بممارسة ضروب من الرياضة و اللهو التي يغرقون فيها إغراقاً شديداً، و التي من شأنها أن تثير الشهوات الدنيئة و تخلق أحاسيس و أهواء تتعارض مع عمل روح الله في قلوب البشر. SM 390.1
كل معلم في كل مدرسة يحتاج إلى الرياضة، إلى تنويع أعمال الخدمة، و قد بيّن الله كيف يتم ذلك — بالأشغال العملية المجدية، غير أن الكثيرين انحرفوا عن ترتيب الله ليتبعوا اختراعات بشرية من شأنها تقويض حياتهم الروحية. إن ضروب اللهو تعمل، أكثر من أي شيء آخر، على مقاومة عمل الروح القدس، الأمر الذي يحزن السيد الرب... SM 390.2
“اصحوا و اسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو” 1 بطرس 5 : 8. إنه في مكان اللهو يرقب و يلاحظ ما تأخذون فيه من عبث وطيش و هناك يقتنص كل نفس غافلة غير متيقظة، يزرع بذوره في قلوب البشر، و يحكم سيطرته على عقولهم. إنه حاضر لدى كل تمرين يجري في غرفة المدرسة. فالطلاب الذين تستهويهم الأعاب بحيث تستغرق عليهم كل عقلهم، هؤلاء لا ينيح لهم وضعهم هذا تلقّي و قبول التعليم و المشورة و التوبيخ التي يحتاجون إليها أيما حاجة. SM 390.3
إن الرياضة الجسمية هي من وضع إله الحكمة. يجب تخصيص بضع ساعات من كل يوم للتثقيف العملي المجدي الذي يساعد الطلاب على جعل واجبات الحياة العملية مسرة مبهجة — تلك الواجبات التي لا غنى لأي من طلابنا عنها. SM 391.1
الحاجة تدعو إلى كل واحد في كل مدرسة و كل مؤسسة أخرى ممن هم على شاكلة دانيال الذي كان على اتصال وثيق بمصدر كل حكمة لينال القدرة على بلوغ أرفع قياس في كل مجال. كان دانيال يحب الله و يتقيه، و إذ كان مدركاً لمسؤوليته نحوه تعالى درّب قواه كلها و هيأها لتتجاوب، على قدر الإمكان، مع عناية المعلم الأعظم الرفيقة. كما أن الفتية العبرانيين الأربعة لم يدعوا مجالاً لبواعثهم الأنانية و حب الملاهي أن تشغل اللحظات الذهبية في الحياة، بل عملوا بقلوب راغبة و أذهان متيقظة. إن هذا القياس ليس بأعلى مما يمكن لكل شاب مسيحي بلوغه — (ز : 281 — 284). SM 391.2
* * * * *