لا معدى لاتباع المسيح الحقيقيين عن بذل التضحيات. هؤلاء يتحاشون أماكن اللهو و الطيش، لأنهم لا يجدون يسوع هناك، ولا يلمسون فيها من التأثير ما يسمو بأفكارهم إلى جو السماء و يساعجهم على النمو في النعمة. إن طاعتهم لكلمة الله هي التي تجعلهم يبتعدون عن هذه الأمور و يعتزلون العالم. SM 395.3
قال المخلص: “من ثمارهم تعرفونهم”. إن إتباع المسيح الحقيقيين يأتون جميعهم بثمر لمجده، و حياتاهم شهادة ناطقة بأن الروح القدس قد أجرى فيهم عملاً صالحاً، و ثمرهم للقداسة. حياتهم حياة رفعة و نقاء. و بما أن الأفعال الجيدة هي ثمار التقوى الحقيقية، فالذين لا يأتون بمثل هذه الثمار يقيمون بذلك الدليل على أن حياتهم خالية من الاختبار الديني، و إنهم ليسوا ثابتين في الكرمة. قال يسوع: “اثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيّ. أنا الكرمة و أنتم الأغصان. الذي يثبت فيّ و أنا فيه هذا يأتي بثمار كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” يوحنا 15 : 4 و 5. SM 396.1
على الذين يودون أن يعبدوا الله بالحق أن يضحوا بكل صنم. قال يسوع للناموسي: “تحب الرب إلهم من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى و العظمى” متى 22 : 37 و 38. فالوصايا الأربع الأولى من الناموس تأمرنا بألا نمسك على الله شيئاً من محبتنا، وألا يستأثر أي شيء بنصيب من ابتهاجنا به و فرحنا فيه، إذ لا سبيل لنا إلى التقدم في حياة الإيمان ما لم نطرح جانباً كل ما من شأنه أن يفصلنا عن الله. SM 396.2
إن رأس الكنيسة العظيم الذي اصطفى شعبه من العالم يريدهم أن يعتزلوا العالم. و قد رسم أن روح وصاياه، إذ تجذب أتباعه إليه، تبعدهم عن مبادئ العالم. إن محبة الله و حفظ وصاياه بعيدان كل البعد عن محبة مسرات العالم و ما فيه من مودة و صحبة، لأنه لا اتفاق للمسيح مع بليعال. SM 397.1