هذه الحماسة و هذا النشاط ليسا من مصدر سماوي و إنما هما أرضيان من هذا العالم. و إن ملائكة السماء تنظر بحزن إلى ما يتصف به من النسيان أولئك الذين فعل المسيح الكثير من أجلهم. فالذين يعيشون في هذه الحياة و لا هم لهم سوى إرضاء أنفسهم، إذا أصابهم المرض و دهمهم الموت سيجدون، و لكن بعد فوات الأوان، أن لا زيت لهم في مصابيحهم، و أنهم غير مستعدين لاختتام تاريخ حياتهم. SM 407.2
إن سياق الحديث الذي يجري في كثير من حفلات السمر يكشف اتجاه القلب، فالأقوال العابثة و النكت و الفكاهات الحمقاء التي يقصد بها إثارة الضحك لا تمثل المسيح تمثيلاً صحيحاً. و الذين يتفوهون بها سوف لا يودون مواجة سجلها، فلقد تركت في سامعيها تأثيرات وانطباعات خاطئة و ألقت على المسيح ظلا من الإهانة. آه، لو يتعلم الشبيبة الاحتياط في الكلام، إذ بكلامهم سيتبررون أن يدانون. اذكروا (أيها الشبيبة) أن يسوع قائم إلى جانبكم حيثما توجهتم، مسجلاً أفعالكم و مصغياً إلى أقوالكم، فهل يخجلكم أن تسمعوا صوته يخاطبكم، و تعلموا أنه يسمع أحاديثكم؟ SM 407.3
إن المسيحي الذي كان مرة غيرواً حاراً و لكن الآن يلهو بالمسرات الدنيوية لهو في خطر داهم. لقد ترك المكان المشبع بجو السماء المنعش و دخل جواً من الضباب المضلل، إذ أن حفلات اللهو و مسرات العالم هي في كثير من الحالات إهانة لديانة المسيح. SM 408.1
أما الذي يداوم على اتصاله بالله فلا يمكنه الاشتراك في مثل هذه الحفلات، لأن الكلمات التي يسمعها فيها غير مسرة له، إذ ليست هي لغة كنعان، و ليس فيها ما يدل على أن محبة الله تشغل جيزاً من قلوب الناطقين بها. SM 408.2