إن حفلات السمر يمكن أن تكون على أعظم جانب من النفع و بناء الأخلاق حين تكون قلوب المتسامرين عامرة و متأججة بمحبة الله، و حين يلتئمون لتبادل الأفكار حول كلمة الله، أو للتداول في الأساليب الواجب إتباعها لتقدم عمله و خدمة أخوتهم في الإنسانية. حينما يعتبر الروح القدس ضيفاً مكرماً في هذه الاجتماعات، و حين لا تصدر كلمة أو تصرف من شأنهما إحزانه، يتمجد الله عندئذ، و ينتعش المجتمعون و يتشددون. SM 406.3
و لكن هناك حفلات سمر تختلف في طابعها عما ذكرنا، إذ غالباً ما يشاهد فيها الاعتزاز بالمظهر، كما أنها تحفل باللهو الصاخب و العبث الرخيص، حيث يخشى على الحضور أن يفضي بهم تلهفهم على اللهو إلى نسيان الله. ففي المكان تحدث أمور تبكي الملائكة الرقباء، و يمسي السمار مأخوذين بمشهد الطرب، فيسلمون أنفسهم للمجون و فرط الحبور، فتبرق منهم العيون و تتورد الخدود، و أما الضمير ففي سبات. SM 407.1