هناك تناقض ظاهر بين معاشرات أتباع المسيح لأجل الرياضة المسيحية (ترويح النفس) و التجمعات الدنيوية طلباً للملذات و التسليات، حيث تسمع من شفاه الدنيويين الضحك السمج و الأحاديث التافهة الجوفاء بدلاً من الصلاة و ذكر المسيح و المقدسات، إذ أن همهم منصرف إلى قضاء وقت ممتع. لهوهم يبدأ بالحماقة و ينتهي بالباطل. أما الطريقة التي بها تدار إجتماعات إيناسنا و تشكل مسلكنا فيها فينبغي أن تكون بحيث حين نعود إلى بيوتنا نكون مرتاحي الضمير لعدم صدور أية إساءة منا إلى الله و الناس، و لشعورنا بأننا لم نجرح أو نؤذ، بأي شكل كان، أولئك الذين اعتشرنا و إياهم، ولا تركنا فيهم تأثيراً مضراً. SM 405.2
الإنسان ميال بطبعه إلى المسرات و إلى الاستجابة لرغبات النفس، و من خطط الشيطان أن يستنبط الكثير من الملذات فهو يسعى لشحن عقول الناس بالنزوع إلى مباهج الدنيا حتى لا يجدوا وقتاً للتفكير في خلاص نفوسهم. و حب اللهو معد، فإذا انصرف إليه المرء عاد غير قادر على تركه، بل يداوم السعي في طلبه. أما الطاعة لناموس الله فإنها تقاوم هذا الميل و تقيم الحصون في وجه الشر و الضلال — (ز: 336 و 337). SM 405.3
و ليذكر الشبيبة أنهم سيؤدون حساباً عن كل الفرص التي أتيحت لهم لاستعمال وقتهم للمنفعة و أن عليهم أن يحسنوا استعمال قواهم. و ربما تساءلوا: أليس لنا أن نأخذ بنصيب من اللعب و اللهو؟ هل قضى علينا أن نعمل و نعمل و نعمل دون ما تبديل أو تغيير؟ SM 406.1
إن أية تسلية يمكنك و أنت تمارسها أن تطلب بركة الله عليها بإيمان ليست هي تسلية خطرة. و لكن أية تسلية تجد نفسك غير قادر معها على رفع صلاة صامتة إلى الله، أو التعبد له حول مذبح العبادة، أو الاشتراك في اجتماع الصلاة، ليست هي بالتسلية المأمونة. إنها خطرة — (ز: 337). SM 406.2
* * * * *