لقد صار الرقص و لعب الورق في كثير من العائلات المتدينة من وسائل قطع الوقت، و الفكرة السائدة عنهما أنهما من التسليات المنزلية الهادئة التي يمكن التمتع بها بأمان تحت إشراف الوالدين. و لكن بذلك تنشأ رغبة في هذه المسرات المثيرة، ولا يمضي طويل وقت حتى يصبح ما كان معتبراً غير مضر في البيت خطراً خارجه. إن القول بأن هذا المسرات يمكن أن تنطوي على شيء صالح إنما يفتقر إلى الدليل و الإثبات. إنها لا تقوي الجسم ولا تريح الفكر، ولا تزرع في النفس عاطفة واحدة فاضلة أو مقدسة، بل أنها، على العكس من ذلك، تفسد كل ميل إلى التفكير الرصين و الخدمات الدينية. صحيح أن هناك بوناً شاسعاً بين نخبة الجمعيات الأفضل و دور الرقص المنحط حيث التجمعات التي يسودها التشويش و البلبلة و الإنحطاط، غير أن هذه و تلك هي خطوات في طريق الانحلال الخلقي. SM 420.2
إن تسلية الرقص في شكلها الذي تدار به اليوم هي مدرسة للفساد و الفجور، و لعنة مخيفة تنصب على المجتمع. لو كان بالإمكان جمع الذين يصيبهم الانحلال بهذه الوسيلة في مدننا الكبرى سنوياً فأي تواريخ لحياة محطمة يمكن كشفها إذ ذاك! و ما أكثر الذين هم الآن مستعدون للاعتذار عن هذا التصرف سيمتلئون حزناً و ذهولاً إذ يرون النتائج! كيف يستطيع الذين يدعون أنفسهم والدين مسيحيين أن يقبلوا بأن يعرضوا أولادهم للتجربة بحضورهم معهم مثل هذه المشاهد الاحتفالية؟ كيف يستطيع الشبان و الفتيات أن يبيعوا أنفسهم لقاء هذه المسرات الساحرة الفاتنة اللب؟ - (ب: 28 شبط — فبراير 1882). SM 421.1