القلب ملك ليسوع، فقد دفع لأجل النفس ثمناً لا يستقصى، و هو يتشفع لدى الآب كوسيطنا، متوسلاً لا كطالب عفو، بل كمنتصر يطالب بالذي له. إنه يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام إذ هو حي في كل حين ليشفع فينا. القلب الفتي تقدمة ثمينة، بل أثمن عطية يمكن تقديمها لله، فأنت بكليتك لله و كل ما تملكه من طاقة إنما تؤتاه من الله وديعة مقدسة لتعيدها إليه قرباناً مرضياً مقدساً. لست تقدر أن تعطي الله شيئاً لم يعطك هو إياه أولاً، لذلك حين نعطي القلب لله فإنما نعطيه شيئاً قد اشتراه، و هو له. SM 429.2
هنالك جواذب كثيرة تسعى لكسب وقت الشبيبة و عواطفهم، فالشيطان يطالب بالشبيبة، مدعياً أنهم خاصته، و عدد وفير منهم يولونه ما يملمون من قوى و مواهب. و العالم يدعي قلوبهم، غير أن تلك القلوب تخص من قد فداها، و إذا ما أعطيت للعالم ملئت هماً و حزناً و خيبة أمل، و غدت نجسة و مفسدة. إن من أشنع ضروب السلب أن تعطي للعالم عواطف قلبك و خدمتك، أنها ملك لله. و اعلم أن تسليمك قلبك لطلب المسرات لن يعود عليك بالنفع. SM 429.3
إن عدو البر قد أعد للشبيبة كل نوع من أنواع الملذات في شتى أحوال الحياة، و هذه غير معروضة في المدن المزدحمة فقط، بل في كل بقعة من بقاع الأرض يقطنها أناس بشر. يحب الشيطان أن يظفر بالشبيبة لينخرطوا جنوداً في صفوفه. إن عدونا الألد، الشيطان، يعلم جيداً كيف يتصرف، و قد عرض للشبيبة حكمته الجهنمية في عادات و ملذات مبتكرة ستفقدهم حبهم ليسوع المسيح... SM 430.1