إن درس الإبن الضال قد أعطي لتعليم الشبيبة. ففي حياة المسرات و الانغماس في الإثم قد أنفق نصيبه من الميراث في عيش مسرف. كان بلا صديق، و في بلد غريب و لابساً أسمالاً بالية، و جائعاً، بل كان يشتهي أن يملأ بطنه من النفايات التي تأكلها الخنازير، و لم يبق له من رجاء سوى الروجوع، تائباً متضعاً، إلى بيت أبيه حيث يرحّب به و يسامع و يعاد إلى قلب الأب. إن كثيرين من الشبيبة يحذون حذوه، إذ يحيون حياة استهتار و إسراف و إنغماس في الملذات، تاركين ينبوع المياه الحية، ينبوع المسرة الحقيقية، و ناقرين لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء. SM 430.2