يحفظ ملائكة الله شعبه ما داموا يسلكون في طريق الواجب, غير أنه ليس من ضمانة كهذه للذين يغامرون فيطأون, عن قصد, أرض الشيطان. ان عميل المضل الأكبر يقول ويفعل أي شيء للظفر بغرضه. لا فرق عنده بين أن يسمي نفسه ” روحانيا “ أو ” طبيبا كهربائيا “ أو ” شافيا مغنطيسيا “. انه بالإدعاءات الغرارة يربح ثقة الغافلين. يدعي القدرة على قراءة تاريخ حياة الذذين يلجأون إليه, ومعرفة جميع مصاعبهم وأحزانهم. وإذ يتنكر مظهرا نفسه كملاك نور رغم ظلام قلبه الحالك يظهر اهتماما عظيما بالنساء اللواتي يطلبن ارشاده. يخربهن بأن جميع مشكلاتهن تعود إلى زواج غير سعيد. قد يكون قوله هذا صحيحا تماما, ولكن مثل هذا المرشد لا يحسن حالتهن. يقول لهن أنهن بحاجة إلى المحبة والعطف, وإذ يدعي الإهتمام العظيم بسعادتهن يسحر فرائسه هذه المغرورة كما تسحر الحية العصفور المرتعد, وسرعان ما يقعن في قبضته كلية, فتكون النتيجة الرهيبة هي الخطية والعار والهلاك. CCA 654.2
ليس عمال الإثم هؤلاء بقليلين. بل أن طريقهم تكشفه البيوت المهجورة والسمعة المشوهة والقلوب المحطمة, غير أن العالم لا يعرف من هذا كله إلا القليل. ويمضي هؤلاء في اصطياد فرائس جديدة, ويعتز الشيطان بالخراب الذي قد تم على يده. CCA 655.1
”وسقط اخزيا من الكوة التي في عليته التي في السامرة فمرض وأرسل رسلا وقال لهم اذهبوا اسألوا بعل زبوب إله عقرون ان كنت ابرأ من هذا المرض. فقال ملاك الرب لايليا التشبي قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم أليس لأنه لا يوجد في اسرائيل إله تذهبون لتسألوا بعل زبوب إله قرون. فلذلك هكذا قال أن السرير الذي صعدت عليه تنزل عنه بل موتا تموت “ ( 2 ملوك 1 : 2 — 4 ). CCA 655.2
إن في تاريخ الملك اخزيا وعقابه درس انذار لا يستطيع أحد أن يتجاهله ويسلم من العقاب. ونحن لئن كنا لا نسجد لإلهة وثنية إلا أن ألوفا يتعبدون في هيكل الشيطان كما فعل ملك إسرائيل تماما. إن الروح الوثنية نفسها سائدة اليوم, ورغم كونها تحت تأثير العلم والثقافة فقد اتخذت شكلا أكثر تأنقا وجاذبية, وأن كل يوم يضيف دليلا محزنا على أن الإيمان بالكلمة النبوية الثابتة هو في نقصان سريع, وأن الخرافات والأعمال السحرية الشيطانية تأخذ مكان هذا الإيمان. مستأسرة عقول الناس. إن جميع الذين يفتشون الكتب المقدسة بإخلاص ولا يخضعون كل رغبة وقصد في الحياة لذلك المحك الذي لا يخطيء, وجيمع الذين لا يطلبون الله في الصلاة ليعرفوا ما هي إرادته سيضلون عن الطريق المستقيم وينخدعون من الشيطان. CCA 656.1
كان العبرانيون الأمة الوحيدة التي هظيت بمعرفة الإله الحقيقي, فعندما بعث ملك إسرائيل يسأل آلهة وثنية كان ذلك إعلانا منه للوثنين أنه يثق بآلهتهم أكثر مما يثق بإله شعبه, خالق السموات والأرض. وبالطريقة ذاتها يقدم المدعون معرفة كلمة الله على إهانة الله بتركهم ينبوع القوة والحكمة ليطلبوا المعونة أو المشورة من قوات الظلمة. وإذ كان غضب الله قد حمى بسبب مسلك هذا الملك الشرير العابد الوثن فكيف تراه يعتبر مسلكا مماثلا ينتهجه الذين يدعون أنهم خدامه ؟ CCA 656.2