لقد وضع المسيح أمامنا سيدين. الله والعالم, وأوضح لنا بجلاء أنه يستحيل علينا أن نخدمها كليهما. فإذا كان اهتمامنا بالعالم ومحبتنا له هما الغالبين فنحن يزول اهتمامنا بالأمور التي تستحق اهتمامنا قبل كل شيء آخر, لآن محبة العالم عندئذ تنفي محبة الله وتخضع اسمى رغائبنا لإعتبارات دنيوية, وبذلك لا يحتل الله مكانته الرفيعة من عواطفنا وعبادتنا مثلما تحتلها أمور العالم. CCA 657.1
يعامل الشيطان الناس بحذر يفوق ما استعمله منه مع المسيح في برية التجربة, وذلك لعلمه أنه انهزم هناك, وأنه عدو مغلوب, فهو لا يأتي إلى الإنسان مباشرة ويطلب الولاء بالسجود العلني, وإنما يكتفي بأن يسأل الناس أن يحصروا اهتمامهم بأمور هذا العالم الحسنة, فإذا نجح في إلهاء عواطفهم وعقولهم غابت عنهم الجواذب السماوية. إن كل ما يطلبه من الإنسان هو أن يقع تحت سلطان تجاربه الخادعة وأن يحب العالم والمرتبة والمركز والمال, ويركز اهتمامه وعواطفه على الكنوز الأرضية, فإذا ظفر بهذه الأمور ظفر بكل ما قد طلبه من المسيح سابقا. CCA 657.2