لقد وجه انتباهي إلى أن الآية ( كولوسي 2 : 8 ). تنطبق بنوع خاص على الروحانية الحديثة : ” انظروا أن لا يكون أحد يسيبكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح “. لقد أظهر لي أنا الوفا قد أفسدوا عن طريق فلسفة الفراسة الجمجمة والتنويم المغنطيسي, فدفعوا إلى الإلحاد. فالعقل متى بدأ السير في هذا الإتجاه فقد اتزانه بصورة تكاد تكون مؤكدة, ليصبح خاضعا لروح نجس. إنه يملأ عقول البشر المساكين ” بغرور باطل “ فهم يظنون أنهم يملكون من القوة ما يمكنهم من إتيان أعمال عظيمة حتى أنهم لا يرون أية حاجة إلى قوة أعظم. إن إيمانهم ومبادئهم هي ” حسب تقليد الناس أركان العالم وليس حسب المسيح “. CCA 658.1
إن يسوع لم يعلمهم هذه الفلسفة بل لا يمكن أن يوجد لها في تعاليمه أثر, فهو لم يوجه عقول البشر المساكين إلى ذواتهم أو إلى قوة فيهم بل كان يوجه أفكارهم دائما إلى الله, خالق الكون, كمصدر قوتهم وحكمتهم. وقد أعطينا تحذيرا خاصا في الآية الثامنة عشر : ” لا يخسركم أحد الجعالة راغبا في التواضع وعبادة الملائكة متداخلا في ما لم ينظره منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي “. CCA 658.2
يأتي المعلمون الروحانيون بأساليب خلابة ساحرة ليخدعوكم, فإذا أصغيتم إلى أباطيلهم انخدعتم من عدو البر وخسرتم جعالتكم حتما. وإذا حدث فانغلبتم بما للمضل الأكبر من تأثير ساحر تسممتم وأفسد بل حطم تأثيره المميت إيمانكم بأن المسيح هو ابن الله, وانصرفتم عن الإتكال على استحقاقات دمه. والذين ينخدعون بهذه الفلسفة يخسرون بفعل خدع الشيطان مجازاتهم. فهم يتكلون على استحقاقاتهم الذاتية, ويذلون طوعا, بل يكونون مستعدين لبذل التضحيات وتحقير ذواتهم وإخضاع عقولهم للإيمان بأتفه الأمور, متقبلين أسخف النظريات ممن يظنون أنهم أصدقاؤهم الموتى. لقد أعمى الشيطان بصائرهم وأفسد حكمهم على الأمور حتى يروا الشر, بل يتبعوا تعليمات ينسبونها إلى أصدقائهم الموتى, الذين قد أصبحوا ملائكة في الملأ الأعلى. CCA 659.1
لقد أظهر لي أن من واجبنا أن نتيقظ التيقظ كله, ونثابر على مقاومة ايحاءات الشيطان وبدعه. لقد غير نفسه غلى شبه ملاك نور, وهو يخدع الألوف ويقودهم أسارى. وما أعظم استغلاله لعلم العقل البشري ! إن علوم الفراسة الجمجمية وعلم النفس والتنويم المغنطيسي هي السبل التي ينفذ منها إلى هذا الجيل, ويعمل بتلك القوة التي ستتميز بها مجهوداته قبيل نهاية زمن النعمة. CCA 659.2