ينبغي ألا يسمح لأي شخص بأن يسيطر على عقل شخص آخر ظنا أن مثل هذه السيطرة عليه تكسبه فائدة عظيمة. الابراء العقلي هو من أخطر الخدع التي يمكن أن يخدع بها إنسان. ربما كان ثمة شعور براحة وقتية, غير أن العقل المخضع هكذا يفقد ما كان له قبلا من القوة والإتزان. قد يبلغ بنا الضعف حالة المرأة التي مسَّت هدب ثوب المسيح, إلا أننا إذا اغتنمنا ما أتاحه لنا الله من فرصة الإتيان إليه بإيمان يستجيب لنا في الحال كما استجاب لمسَّة الإيمان تلك. CCA 660.1
لم يرسم الله لأي إنسان أن يخضع عقله لإنسان آخر. إن المسيح المقام والجالس على العرش عن يمين الآب هو الشافي القدير, فالتمسوا منه قوة الشفاء, فبه وحده يقدر الخطاة أن يأتوا إلى الله كما هم. ولن يمكنهم اطلاقا, أن يأتوا إليه بواسطة أي إنسان. فعلى الإنسان ألا يدخل البتة بين القوات السماوية والمتألمين. CCA 660.2
ينبغي لكل واحد أن يكون في وضع يتيح له التعاون مع الله في توجيه عقول الآخرين إليه تعالى, أخبروهم عن النعمة والقوة اللتين لأعظم طبيبي عرفه العالم. CCA 660.3
نحن لا نسألكم أن تخضعوا نفوسكم لسلطان عقل أي إنسان. إن الإبراء العقلي هو أخطر علم نودي به حتى الآن, إذ بإستطاعة كل كائن شرير أن يستخدمه لتنفيذ أغراضه الشريرة. لا شأن بعلم كهذا, بل ينبغي أن نخافه, وألا نسمح لمبادئه الأولى بالدخول إلى أية مؤسسة إطلاقا. CCA 660.4
إن إهمال الصلاة يقود الناس إلى الإعتماد على قوتهم الذاتية ويفتح الباب للتجربة, ففي مناسبات كثيرة تستأسر الأبحاث العلمية أفكار الناس فيصيبهم الغرور عن طريق شعورهم بقوتهم الذاتية. إن العلوم التي تعالج حالة العقل البشري تحظى بالتمجيد العظيم. وهي صالحة في وضعها البشري تحظى بالتمجيد العظيم. وهي صالحة في وضعها الصحيح, غير أن الشيطان يحتلها, جاعلا منها وسائله القوية لتضليل وإهلاك النفوس التي تتقبل فنونه الماكرة على أنها من السماء, وبذلك ينال العبادة التي تلائمه تماما. إن العالم الذي يزعم أنه مستفيد جدا الآن من الفراسة الجمجمية والتنويم المغنطيسي لم يكن في أي وقت هكذا فاسدا كما هو الآن. هذه العلوم تهدم الفضيلة وتضع الأسس للروحانية. CCA 661.1