إن المتجددين الأفسيين, إذ أحرقوا كتبهم السحرية أبانوا أنهم صاروا يكرهون ما كانوا به قبلا يبتهجون, فعن طريق السحر بنوع خاص أغاظوا الله وعرضوا نفوسهم للخطر. غير أنهم بموقفهم المضاد للسحر أظهروا مثل هذا الغيظ, مقدمين بذلك برهانا على تجددهم الحقيقي. CCA 661.2
يفترض باعزار أن الخرافات الوثنية قد أختفت أمام حضارة القرن العشرين, إلا أن شهادة كلمة الله والحقائق الثابتة تعلن أن اعمال السحر تمارس في عصرنا الحاضر كما كانت تمارس في عهد السحرة الأقدمين تماما. إن نظام السحر قديما هو بالحقيقة ما يعرف اليوم بالروحانية الحديثة. فالشيطان يجد طريقه إلى عقول الألوف متنكرا في هيئة أصدقاء راحلين. أما الكتاب المقدس فيعلن : ” أما الموتى فلا يعلمون شيئا “ ( جامعة 9 : 5 ). لأن أفكارهم ومحبتهم وبغضتهم قد هلكت, فهم لا يتصلون بالأحياء, ولكن الشيطان, متابعة منه لمكره القديم, يستخدم هذه الوسيلة للسيطرة على العقول. CCA 661.3
إن كثيرين من المرضى ومن فقدوا عزيزا, والفضوليين يتصلون بأرواح شريرة عن طريق الروحانية. وكل الذين يخاطرون بالقايم بهذا العمل إنما هم في خطر. وكلمة الحق توضح موقف الله منهم, إذ أنه تعالى أصدر في القديم حكما قاسيا على ملك استشار آلهة وثنية : ” أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله تذهبون لتسألوا بعل زبوب إله عقرون. فلذلك هكذا قال الرب أن السرير الذي صعد عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت “ ( 2 ملوك 1 : 3 و 4 ). CCA 662.1
إن الوسطاء الروحانين والبصارين وقارئي البخت اليوم هم صورة لسحرة الأزمنة الوثنية. وأن الأصوات الخفية التي تكلمت في عين دور وفي افسس لم تزل ترافق كلماتها الكاذبة مضللة بني البشر. لو أمكن رفع الحاجب عن عيوننا لرأينا ملائكة أشرار يستخدمون كل ما لديهم من مكر وخديعة للتضليل والإهلاك. فحيثما يبذل تأثير ما لحمل الناس على نسيان الله يكون الشيطان هنالك ممارسا قوته الساحرة. وحين يستسلم الناس لتأثيره تضل عقولهم وتفسد نفوسهم أن يتنبهوا للخطر. أما شعب الله اليوم فيجب أن يطيعوا نصح الرسول لكنيسة افسس, إذ قال : ” لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها “ ( افسس 5 : 11 ). CCA 662.2