إن الإستخفاف بناموس الله, إذ يزداد ظهورا, يصبح الخط الفاصل بين حفظة الناموس والعالم أشد ضوحا, فالمحبة للوصايا الإلهية تزداد عند أحد الفريقين بنسبة ما يكثر ازدراء الفريق الآخر لها. CCA 666.1
الضيقة مقبلة في إسراع. فالصور المتلاحقة سراعا تظهر إننا على أعتاب الوقت الذي تنصب فيه أحكام الله, الذي لئن كان يكره العقاب, فهو مع ذلك سيعاقب, وسيعاقب هكذا سريعا. CCA 666.2
يوم نقمة الله على الأبواب, وختم الله ستوسم به جباه الذين يئنون ويتنهدون على الرجاسات المصنوعة في البلاد. أما الذين يرتبطون مع العالم بمشاركته العواطف فهم يأكلون ويشربون مع السكارى, وسيهلكون حتما مع فاعلي الإثم, ” لأن عيني الرب على الأبرار وأذنيه على طلبتهم. ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر “ ( 1 بطرس 3 : 12 ). CCA 666.3
إن نهج أفعالنا سيقرر هل سنحصل على ختم الإله الحي, أو تمزقنا آلات الهلاك. إن قطرات قليلة من غضب الله قد وقعت, فعلا, على الأرض, ولن حين تسكب السبع ضربات صرفا في كأس غضبه يكون قد فات الأوان إلى الأبد, فلا مجال أن يتوب أو يجد ملجأ, وليس من دم كفاري ليزيل إذ ذاك ادران الخطية. CCA 666.4
ليس جميع السبتيين يختمون, بل أن كثيرين حتى بين من يعلمون الآخرين الحق لن يحصلوا على ختم الله على جباههم. لقد كان لهم نور الحق, وعرفوا إرادة سيدهم الرب, وفهموا كل نقطة من نقاط إيماننا, غير أنهم لم يتجاوبوا مع ذلك عمليا. كان ينبغي لهؤلاء الذين عرفوا النبوات وكنوز الحكمة الإلهية معرفة جيدة أن يمارسوا إيمانهم. كان ينبغي أن يوصوا بينهم وبينهم من بعدهم, حتى يمكنهم أن يظهروا للعالم, عن طريق عائلاتهم الجيدة التنظيم, تأثر الحق في القلب البشري. CCA 667.1
إنهم, بإفتقارهم إلى التكريس والتقوى وعجزهم عن بلوغ قياس ديني رفيع, يجعلون غيرهم يقنعون بوضعهم, ثم أن ذوي التمييز الضعيف من الناس لا يقدرون أن يروا أنهم إذ يتمثلون بهؤلاء الناس الذين كثيرا ما فتحوا لهم كنوز كلمة الله إنما يعرضون نفوسهم للخطر بصورة مؤكدة. يسوع هو المثال الحق الأوحد. وينبغي لكل من رام معرفة ما يطلبه الرب منه, أن يفتش الآن الكتاب المقدس لنفسه, جاثيا على ركبتيه أمام الله, بقلب متواضع قابل للتعليم كقلب طفل. إن أي خادم, مما عظم مبلغ رضى الله عنه, إذا كان يهمل السير في النور المعطى له من الله, وإذا مات يأبى أن يتعلم مثل ولد صغير, فهو سينحرف إلى الظلمة والضلالات الشيطانية وسيقود آخرين في الطريق نفسه. CCA 667.2
لن يستطيع أحد منا الحصول على ختم الله ما دام في صفاتنا لطخة أو شائبة. والأمر متروك لنا أن نعالج ما في أخلاقنا من نقائض ونطهر هيكل النفس من كل نجاسة, وإذ ذاك ينزل علينا المطر المتأخر مثلما نزل المطر المبكر على التلاميذ في اليوم الخمسين. CCA 668.1
ليس لأحد أن يقول أن حالته ميؤوس منها, وأنه لا يدقر أن يحيا حياة المسيحي, إذ يموت المسيح أعد لكل نفس ما يلزم إعداده, فيسوع هو عوننا الدائم في وقت الحاجة, وما علينا ألا أن نلتمس معونته بإيمان, فهو قد وعد بأن يسمع ويستجيب لتوسلاتنا. CCA 668.2
آه, على إيمان حي عامل, نحن إليه محتاجون, ولا بد من الحصول عليه, وإلا خورنا وسقطنا في اليوم العصيب. إن الظلام الذي سيطبق حينئذ على طريقنا يجب ألا يثبط عزائمنا أو يدفعنا إلى اليأس, فذلك هو الحجاب الذي يحجب عزائمنا أو يدفعنا إلى اليأس, فذلك هو الحجاب الذي يحجب به الله مجده حين يأتي ليهب بركاته, وهو ينبغي أن نعرفه من اختباراتنا السابقة. في ذلك اليوم الذي يكون فيه للرب خصومة مع شعبه سيكون هذا الإختبار مصدر عزاء ورجاء. CCA 668.3
الآن هو الوقت الذي يجب أن نحفظ فيه نفوسنا وأولادنا بلا دنس من العالم. الآن هو الوقت الذي يجب أن نغسل فيه ثيابنا أي صفاتنا, ونبيضها في دم الخروف. الآن هو الوقت الذي يجب أن نتغلب فيه على الكبرياء والشهوة والتراخي الروحي. الآن هو الوقت الذي يجب علينا فيه أن نستيقظ ونبذل جهدا مركزا ثابتا لصقل صفاتنا. ” اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ” ( عبرانيين 3 : 7 و 8 و 15 ). CCA 668.4
الآن هو الوقت لنستعد. إن ختم الله لن يوضع أيدا على جبهة رجل نجس أو إمرأة دنسة, ولن يوضع أبدا على جبهة رجل أو إمرأة محبين للشهرة والعالم, ولن يوضع أبدا على جبهة رجل أو إمرأة من ذوي الألسنة الكاذبة أو القولب الخادعة الفاشلة. بل لا بد لجميع الذين يختمون من أن يكونوا بلا عيب أمام الله, مهيأين للسماء. فإلى الأمام يا إخوتي وأخواتي. لست بقادرة في هذا الوقت إلا على كتابة القليل في هذه الأمور, فقط لتوجيه التفاتكم إلى ضرورة الإستعداد. فتشوا الكتب لأنفسكم حتى يمكنكم أن تدركوا ما للساعة الحاضرة من خطورة مرعبة CCA 669.1