ستكون مسألة السبت نقطة الخلاف في النزاع النهائي العظيم الذي يشترك فيه العالم أجمع. لقد أكرم الناس مباديء الشيطان على مباديء السائدة في السماء. قبلوا السبت الخرافي الذي عظمه الشيطان كعلامة لسلطانه. غير أن الله قد وضع ختمه على وصيته الملوكية. كل شريعة سبت تحمل اسم واضعها, علامة لا تنمحي تظهر سلطة كل منهم, وإنه لواجب علينا أن نوضح هذا الأمر لإفهام الشعب. علينا أن نبين لهم أن كونهم يحملون علامة مملكة الله أو سمة مملكة العصيان لأمر ذو نتائج حيوية, لأنهم يعلنون أنفسهم رعايا للملكة التي علامتها يحملون. لقد دعانا اللهل لنعلي سبته المدوس بالأقدام. CCA 669.2
إن العقل المتسلط نفسه الذي تأمر على الإمناء في عصور خلت لم يزل يسعى ليقطع من الأرض أولئك الذين يخافون الله ويحفظون وصاياه. سيثير الشيطان السخط على الأقلية المتواضعين الذين بضمير صالح يرفضون أن يقبلوا ما شاع من العادات والتقاليد. وإن اناسا من ذوي المكانة والصيت سينضمون إلى العصاة والسلفة للتآمر على شعب الله, وسيحشد الثراء والذكاء والثقافة لتطمرهم بالخزي والعار. وسيأتمر بهم المضطهدون من حكام وقسوس وأعضاء كنائس, وسيسعون, باللسان والقلم, بالتبجح والتهديد والهزء, ليهدموا إيمانهم, وسيهيجون غضب الناس بتصويرهم إياهم تصويرا كاذبا وبالمرافعات الغاضبة. وإذ لا يجدون في كلمة الله ما يستندون إليه في معاكسة المؤيدين لسبت الكتاب المقدس, يلجأون إلى سن شرائع جائرة ليسدوا العجز. أما المشترعون, فلكي يضمنوا لأنفسهم الشهرة والتأييد, سيذعنون لطلب فرض نظام الأحد. وأما خائفوا الله فلا يقدرون على قبول نظام مخالف لوصية من ناموس الوصايا العشر. وفي ميدان المعركة هذا تدور رحى النزاع العظيم في الحرب بين الحق والباطل. ونحن لم نترك في شك من جهة النتيجة. الآن, كما في أيام مردخاي, سيزكي الله حقه ويؤيد شعبه. CCA 670.1
لقد أظهر الله ما سيحدث في الأيام الأخيرة, حتى يكون شعبه مستعدا للصمود في وجه عاصفة المقاومة والسخط. والذين قد أنذروا بما ينتظرهم من أحداث, ليس لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي بإنتظار الزوبعة القادمة, مطمئنين أنفسهم إلى أن الرب سيحمي أمناءه في يوم الضيق, بل يجب أن نكون مثل اناس ينتظرون سيدهم, لا في ترقب كسول, بل بالعمل الحار الناشط, بإيمان ثابت لا يتردد. ليس الوقت الآن لندع عقولنا تنهمك في أمور قليلة الشأن. ففيما الناس نيام ينشط الشيطان في ترتيب الأمور بحيث لا يكون لشعب الله رحمة أو عدالة. ان حركة يوم الأحد تشق الأن طريقها في الخفاء. القادة يخفون الأن الغاية الحقيقية, وكثيرون من المنضمين إلى الحركة لا يرون هم انفسهم إلى أين يتجه التيار. مباديء الحركة لطيفة, وحسب الظاهر مسيحية, غير أنها يوم تنطق بها ستكشف عن روح التنين. CCA 671.1
يقول صاحب المزامير : ” لأن غضب الإنسان يحمدك. بقية الغضب تتنطق بها “ ( مزمور 67 : 10 ). وما يعنيه الله هو أن الحق سيؤتى به أمام الناس, ويجعل موضعا للفحص والمناقشة, حتى لو كان ذلك عن طريق ما يوجه إليه من إزدراء وإهانة. لا بد من إثارة عقول الناس. فكل صراع وكل تعيير, وكل إفتراء سيكون وسيلة بيد الله لإثارة التساؤل وإيقاظ الهقول التي لولا ذلك لاستغرقت في سبات. CCA 671.2
إننا كشعب, لم نكمل العمل الذي أسنده الله إلينا. لسنا مستعدين للنتائج التي سيتمخض فرض نظام الأحد عنها. إن الواجب يقتضينا, إذ نرى دنو الخطر, إن ننشط للعمل. لا يقعدن أحد متوقعا, في سكون, حلول الشر, مطمئنا نفسه بالإعتقاد أن لا بد لهذا العمل من الإستمرار لأن النبوة أبانت بذلك, وأن الرب سيسبل على شعبه ستر حمايته. لسنا نفعل مشيئة الله أن كنا نخلد إلى السكون لا نفعل شيئا لصون حرية الضمير. ينبغي اصعاد الصلاة الحارة الفعالة إلى السماء ليمكن تأخير هذه الكارثة حتى نستطيع إكمال العمل الذي أهمل زمانا هذه مدته. لنرفع أحر الصلاة, ومن ثم لنعمل وفقا لصلواتنا. قد يبدو أن الشيطان منتصر, وأن الحق منقلب من الكذب والباطل. لكن الله يريدنا أن نذكر معاملاته لشعبه قديما لينقذهم من أعدائهم. لقد اختار دائما أصعب الأحوال حين بدا أن لا سبيل إلى النجاة من أعمال الشيطان, وذلك لإظهار قوته تعالى. إن وقوع الإنسان في حاجة هو فرصة الله للعمل. CCA 671.3
هل تدركون يا إخوتي أن خلاصكم ومصير نفوس أخرى يتوقفان على ما تقومون به الآن من استعداد للضيقة القادمة علينا ؟ هل تملكون من شدة الغيرة, ومن التقوى والتكريس ما يمكنكم من الصمود حين تواجهكم المقاومة. إن كان الله قد تلكم بي إطلاقا, فسيحين الوقت حين يؤتى بكم أمام المجالس, وكل موقف من مواقف الحق الذي تعتنقون سينتقد بشدة. ان الوقت الذي يسمح الكثيرون الآن بتبديده ينبغي أن يكرس للعمل بوصية الله المعطاة لنا لنستعد للضيقة القادمة. CCA 672.1