إن تعاليم المخلص لتلاميذه قد أعطيت لفائدة أتباعه في كل جيل. وإذ قال : ” انظروا إلى نفوسكم “ قصد الذين يوجدون منهم قبيل نهاية الوقت, فواجب كل منا شخصيا أن يعزز في القلب فضائل الروح القدس الكريمة. CCA 696.1
إن الضيقة العظمى لهي على الأبواب, وإن مواجهة مصاعبها وتجاربها, وأداء واجباتها, لمما يستلزم إيمانا مثابرا, ولكن بإمكاننا أن نعتز, لأن العدو لن يقدر على اقتناص نفس واحدة ساهرة مصلية مؤمنة. CCA 696.2
أيها الإخوة, يا من لهم فتحت تعاليم كلمة الله, أي دور ستمثلون في المشاهد الختامية من تاريخ هذا العالم ؟ هل أنتم متيقظون لهذه الحقائق الخطيرة ؟ وهل أنتم مدركون لعظمة عمل الإستعداد الذي يجري الآن في السماء وعلى الأرض ؟ لينتبه كل الذين استناروا, الذين أتيح لهم أن يطالعوا النبوات ويسمعوها — لينبهوا لما كتب فيها ” لأن الوقت قريب “ لا يعبثن أحد بالخطية التي هي أصل كل بؤس وشقاء في العالم. لا تظلوا بعد الآن في سبات وعدم اكتراث أخرق. لا تدعوا مصير نفوسكم يتأرجح على غير هدى ويقين, بل تأكدوا من أنكم إلى جانب الرب بالتمام. وليخرج من قلوب مخلصة وشفاه مرتعشة هذا التساؤل ” من يستطيع الوقوف “ ؟ هل أنتم, في هذه الساعات الأخيرة الثمينة من زمن النعمة تدخلون أفضل المواد في بناء خلقكم ؟ هل أنتم عاملون على تطهير نفوسكم من كل لطخة ؟ هل اتبعتم النور ؟ هل لكم أعمال تتفق وما تجاهرون به من إيمان ؟ CCA 696.3
يمكن أن تكون مؤمنا جزئيا شكليا, وتوجد مع ذلك ناقصا, وتخسر الحياة الأبدية. من الممكن أن تعمل ببعض ما يأمر به الكتاب المقدس, وتعتبر مسيحيا, ومع ذلك تهلك لسبب افتقارك إلى المقومات الحيوية للخلق المسيحي. إذا كنت تهمل ما قد أعطى الله من تعليم أو تعرض عنه ولا تبالي به, وإذا كنت تراعي الخطية أو تلتمس لإرتكابها عذارا, فأنت إنما تختم على مصير نفسك وستوزن بالموازين وتوجد ناقصا, وسيسحب منك السلام والنعمة والغفران إلى الأبد, ويكون يسوع قد عبر عنك, ولكن يمكن أن تبلغه صلواتك وتوسلاتك بعد. فلنعمل عملا كاملا للأبدية ما دام باب الرحمة مفتوحا وما دام المخلص يقوم بعمله االشفاعي. CCA 697.1
ليس الشيطان نائما, بل هو مستيقظ الإستيقاظ كله ليبطل مفعول كلمة النبوة الثابتة. إنه يعمل بمهارة وقوة مضللة على مقاومة إرادة الله المعبر عنها والموضحة في كلمته. والشيطان, لسنين, يسيطر على عقول البشر عن طريق سفسطاته الماكرة التي استنبطها لتحل محل الحق, وفي وقت الخطر هذا يمجد فاعلوا الصلاح في خوف الله, اسم الله, بترديدهم قول داود : ” إنه وقت عمل الرب. قد نقضوا شريعتك “ ( مزمور 119 : 126 ). CCA 697.2
إننا, كشعب, نصرح بأننا نتقدم في معرفة الحق على أي شعب آخر على الأرض, ولذا ينبغي أن تكون حياتنا وصفاتنا متمشية مع إيمان كهذا. إنه لقريب جدا اليوم الذي يجمع فيه الأبرار مثل حبوب ثمينة في حزم للمخزن السماوي, بينما الأشرار, كالزوان, يجمعون لنيران اليوم الأخير العظيم. إلا أن الحنطة والزوان ” ينميان كلاهما معا إلى الحصاد “. CCA 698.1
في تصريف واجبات الحياة يظل الأبرار حتى النهاية في إتصال مع الأشرار. أبناء النور مشتتون بين أبناء الظلمة, حتى يمكن الجميع أن يروا الفرق بينهم, هكذا يجب على أولاد الله أن يخبروا ” بفضائل الذي ( دعاهم ) من الظلمة إلى نوره العجيب “. إن المحبة الإلهية المتأجلة في القلب, والوئام المسيحي المتجلي في الحياة, هما أشبه بلمحة يلمح بها أهل العالم السماء حتى يمكنهم أن يروا جلالها وجودتها ويعرفوا قيمتها. CCA 698.2
لا أحد يقدر أن يخدم الله دون ان يوحد ضد نفسه الناس الأشرار والملائكة الأشرار. إن أرواحا شريرة ستوضع في طريق كل نفس تسعى للإنضمام إلى صفوف المسيح, لأن الشيطان يريد أن يستعيد الفريسة التي أنقذت من قبضته. والناس الأشرار يسلمون نفوسهم لعمل الضلال لكي يدانوا. هؤلاء يلبسون اردية الإخلاص ويخدعون, لو أمكن, المختارين. CCA 698.3