إن الرب يعمل الآن مع شعبه الذين يؤمنون بالحق المختص بالزمان الحاضر وقصده أن يمهد السبيل لنتائج خطيرة الشأن, وفيما هو يعمل, بعنايته, لتحقيق هذه الغاية, يقول لشعبه : تقدموا. صحيح أن الطريق لم يفتح بعد, ولكن حين يسيرون بقوة الإيمان والشجاعة يوضح الله الطريق لإبصارهم. هناك دائما الذين يتذمرون مثلما تذمر الإسرائيليون قديما, ويتهمون الذين أقامهم الله خصيصا للسير بعمله قدما, بأنهم السبب في مصاعبهم. يفوتتهم أن يروا أن الله يمتحنهم بالإتيان بهم إلى مواقف صعبة التي لا نجاة لهم منها إلا به. CCA 704.1
هناك أوقات تبدو في الحياة المسيحية محفوفة بالأخطار, ويبدو الواجب عسير الأداء. فالمخلية تصور هلاكا قادما من الأمام, وعبودية أو موتا من الخلف, وصوت الله مع ذلك يتكلم واضحا مرتفعا على كل المفشلات والمثبطات قائلا : ارتحلوا. وينبغي لنا أن نطيع هذا الأمر كائنة ما تكون النتائج, حتى وإن عجزت أبصارنا عن إختراق الظلمة ورغم شعورنا بالأمواج الباردة حول أقدامنا. CCA 704.2
في حياة منقسمة تحياها بنصف القلب ستجد الشك والظلام, ولا تقدر أن تنعم بتعزيات الحياة الروحية ولا بالسلام الذي يهبه العالم. لا تركن إلى ما يوحي به الشيطان من الإخلاد إلى الراحة وعمل القليل, بل قم, واهدف إلى بلوغ القياس السامي, الذي بلوغه امتياز لك. انه امتياز مبارك أن تقف الكل للمسيح. ولا تنظر إلى حياة الآخرين وتتمثل بهم وتتوقف عن السمو. ليس لك سوى مثال واحد حقيقي معصوم, إذ لا أمان الا في اتباع يسوع وحده. اعزم أنك ستترك الآخرين, ان هم ساروا على مبدأ التكاسل الروحي, وتواصل السير قدما نحو سمو الخلق المسيحي. صغ صفات للسماء لا تنم في موضع حراستك. بل كن لنفسك أمينا ومخلصا. CCA 705.1