سيمتحن الله شعبه. أن يسوع يحتملهم بصبر, ولا يتقيأهم من فمه في لحظة. قال الملاك : ” إن الله يزن شعبه “. لو كانت هذه الرسالة لتدوم زمانا قصيرا كما ظن كثيرون منا لما كان ثمة وقت لهم لصوغ سجاياهم. كثيرون هبٌّوا بدافع الشعور, لا عن مبدأ وإيمان, فكان أن هذه الرسالة المهيبة المخيفة هزتهم هزا, فأثرت في مشاعرهم وأثارت مخاوفهم, غير أنها لم تنجز العمل الذي رسم الله لها أن تنجزه. يعلم الله ما في القلب, فحتى لا ينخدع شعبه من جهة نفوسهم يتيح لهم وقتا يزول خلاله التهيج, ثم يمتحنهم ليرى هل يقبلون مشورة الشاهد الصادق... CCA 706.1
”إن الله سيمتحن ويختبر بدقة متزايدة, كل واحد من شعبه, بواسطة محك عمله “. البعض يرتضون قبول نقطة ما, ولكن حين يأتي بهم الله إلى نقطة أخرى فاحصة يجفلون منها ويتراجعون, لأنهم يجدون أنها تضرب مباشرة على أساس صنم ما, محبب لهم. وهنا تواتيهم الفرصة ليروا ما يمكن في قلوبهم ويغلقها دون يسوع. انهم يجلون بعض الأشياء على الحق, وقلوبهم غير مهيأة لقبول يسوع. ان الأفراد يختبرون ويمتحنون ردحا من الوقت ليرى هل يضحون بأصنامهم ويقبلون مشورة الشاهد الصادق. فإن كان ثمة من لا يتطهرون بطاعة الحق ويتغلبون على ما فيهم من أنانية وكبرياء وأميال شريرة, فملائكة الله لديهم الوصية القائلة : ” إنهم مرتبطون بأصنامهم. اتركوهم وشأنهم “ ثم يعبرون لمواصلة عملهم, تاركين هؤلاء الناس بعاداتهم الشريرة غير المخضعة, ليسيطر عليهم الملائكة الأشرار. أما الذين يبلغون كل نقطة, ويثبتون أمام كل امتحان, وينتصرون, كائنة ما تكون التضحية, فقد قبلوا مشورة الشاهد الصادق, وسينزل عليهم المطر المتأخر, وبذلك يؤهلون للإختطاف. CCA 706.2
في هذا العالم يختبر الله شعبه. هذا هو المكان المناسب للظهور في حضرته تعالى. هنا, في هذا العالم, في هذه الأيام الأخيرة سيكشف الناس عن القوة التي تؤثر في قولبهم وتتحكم في تصرفاتهم. فإن كانت هي قوة الحق الإلهي, ستقودهم إلى إتيان أفعال صالحة. إنها تسمو بمن يتلقاها وتجعله شريف القلب وكريما مثل سيده الرب, ولكن إن سيطر الملائكة الأشرار على القلب فذلك يظهر في طرق متنوعة, إذ تكون الأنانية والطمع والكبرياء والميول الشريرة هي الثمر ... CCA 707.1
أيها الكبار والصغار جميعا, إن الله يمتحنكم الآن, فأنتم تقررون مصيركم الأبدي. إن كبرياءكم, وحبكم اتباع أزياء العالم, وأحاديثكم الباطلة الجوفاء, وأنانيتكم قد وضعت جميعا في الميزان. وكفة الشر تظهر راجحة بشكل مخيف. أنتم فقراء وبائسون وعمي وعراة. ان الشر, فيما هو يزداد ويتأصل, يخنق البذار الصالح الذي قد زرع في القلب, وإن الكلمة التي أعطيت بخصوص بيت عالي سيتكلم بها إلى الملائكة بخصوصكم : خطاياكم ” لا يكفر ( عنها ) بذبيحة أو بتقدمة إلى الأبد “. كثيرون ممن ليس لديهم شعاعة نور واحدة من يسوع, رأيتهم يتملقون نفوسهم بأنهم مسيحيون صالحون. لا يعرفون ما يعنيه التجدد بنعمة الله, ولم يحصلوا على اختبار حي لأنفسهم في السماويات. رأيت أن الرب كان يشحذ سيفه في السماء ليقطعهم, فيا حبذا لو أن كل فاتر من مدعي الإيمان يدرك عمل التطهير الذي يوشك الله أن يجربه بين من يدعون أنفسهم شعبه. أيها الأصدقاء الأعزاء, لا تخدعوا نفوسكم بخصوص حالتكم. لستم تقدرون أن تخدعوا الله. يقول الشاهد الصادق : ” أنا عارف أعمالك “ ان الملاك الثالث يقود الآن شعبا, خطوة خطوة, أعلى فأعلى. وفي كل خطوة يمتحنون. CCA 707.2
سلسلة روح النبوة — الربع الرابع, 1961 — الدرس العاشر مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 709.1