إذ أسمع بالكوارث الفظيعة التي تقع من اسبوع لآخر, أسأئل نفسي : ما معنى هذه الأمور ؟ إن أشد المصائب هولا يتبع الآن بعضها بعضا في تلاحق سريع. فما أكثر ما نسمع عن حدوث زلزال وأعاصير, وعن حرائق وفيضانات مدمرة تسببت في خسائر عظيمة في النفوس والممتلكات, من الواضح أن هذه الكوارث هي اندفاعات شاذة لما يبدو أنه قوى غير منظمة وغير منضبطة, ولكن فيما يمكن أن نرى قصد الله. انها إحدى الوسائل التي يسعى الله بها لينبه الناس, رجالا ونساء, إلى الخطر المحدق بهم. CCA 727.1
إن مجيء المسيح هو أقرب الآن مما كان حين آمنا. والحرب العظمى قد أشرفت على نهايتها. وأحكام الله هي في الأرض, معنة بإنذار مهيب : ” كونوا أنتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان “ ( متى 24 : 44 ). CCA 727.2
ولكن هناك كثيرين, أجل كثيرين في كنائسنا الذين لا يعرفون سوى القليل عن المعنى الحقيقي للحق الخاص بالزمان الحاضر. أتوسل إليهم إلا يستهينوا بإتمام علامات الأزمنة التي تعلن بمنتهى الوضوح أن المنتهى قريب. آه, ما أكثر الذين إذ لم يطلبوا خلاص نفوسهم سينوحون عما قليل بمرارة قائلين : ” مضى الحصاد انتهى الصيف ونحن لم نخلص “ ! CCA 728.1
نعيش الآن في زمن الحوادث الأخيرة من تاريخ العالم. النبوات تتم بسرعة, وساعات زمن النعمة تمر سراعا. ليس لدينا وقت, ولا حتى دقيقة واحدة, لندعها تذهب سدى. لنبق مستيقظين لئلا نوجد نياما حين ينبغي أن نكون ساهرين. لا يقولن أحد في قلبه أو بأفعاله : ” سيدي يبطيء قدومه “, بل لتنطلق رسالة قرب رجوع المسيح بكلام إنذار حار. ينبغي أن نقنع الناس, رجالا ونساء, حيثما وجدوا, بأن يتوبا ويهربوا من الغضب الآتي. ولنستحثهم على الإستعداد الفوري, لأننا لا نعرف سوى القليل عما يواجهنا. ليخرج الخدام والأعضاء إلى الحقول المستحصدة ليقولوا لغير المبالين وللمهملين أن يطلبوا الرب ما دام يوجد, وسيجد العمال حصادا حيثما أعلنوا تعاليم الكتاب المقدس المنسية, وسيجدون من سيقبلون الحق ويكرسون حياتهم لربح النفوس للمسيح. CCA 728.2
الرب آت عن قريب, فيجب أن نكون مستعدين للقائه بسلام. لنعزم على أن نعمل كل ما بوسعنا عمله لإنارة الذين هم حولنا. يجب ألا نحزن, بل نفرح, كما يجب أن نجعل المسيح نصب أعيننا دائما. إنه آت قريبا, فيجب أن نكون مستعدين ومنتظرين ظهوره. ما أجمله مشهدا حين نراه, فيرحب بنا كمفدييه ! لقد طال ما انتظرناه, ولكن يجب ألا يضعف رجاؤنا. فلو استطعنا فقط أن نرى الملك في جماله لطوبنا أبديا. أني لأشعر بما يدفعني إلى الهتاف عاليا ” إلى الوطن ! “. إننا نقترب من الوقت الذي فيه يأتي المسيح بقوة ومجد عظيم ليأخذ مفدييه إلى موطنهم الأبدي. CCA 729.1
في العمل الختامي العظيم سنجابه من المربكات ما لا نعرف السبيل إلى معالجته. ولكن يجب ألا ننسى أن قوات السماء الثلاث العظيمة تعمل الآن, وأن يدا إلهية تمسك بالزمام, وإن الله سيتمم مواعيده. إنه سيجمع من العالم شعبا يخدمونه بالبر. CCA 729.2