أن تاریخ تساہیح الكتاب ملیء بالمقترحات من ناحیة استعمالات وفوائد الموسیقی والتسبیح . فكثیرا ما تنحرف الموسیقی وتفسد لتخدم أغراض الشر وھكذا تصير من أفعل العوامل المغرية للوقوع في التجربة . ولكن متی استخدمت استخداما صائبا فأنها تصیر هبة ثمینة من هبات الله قصد بها أن تسمو بالافكار الى المباحث السامية والنبيلة ، وتلهم النفس وترفعها Tr 196.4
وكما ان بني أسرائيل في أثناء رحلاتهم في البرية کانوا یتسلون في طریقهم بموسیقی التسابیح المقدسة هكذا Tr 196.5
يأمر الله اولاده اليوم أن یبهجوا حیاتهم حياة الاغتراب . ولا توجد غير وسائل قليلة أفعل في تثبيت كلامه في الدهن من ترديده في التسبيح . ومثل هذا التسبيح له قوة عجيبة . فله قوة على أخضاع وترويض الطباع الفظة غير المهذبة ، قوة لايقاظ الفكر وایقاظ العطف ولترقیه الانسجام في العمل ولإبعاد الكآبة والتشاؤم اللذين يلاشيان الشجاعة ويضعفان النشاط والعمل Tr 197.1
وهو من افضل الوسائل في طبع الحق الروحي في القلب . فكم من مرة تسترجع الذاكرة للنفس المتضايقة الموشكة على اليأس بعضا من كلام الله ــ قرار ترنيمة نسى منذ عهد الطفولة ـ والتجارب تضعف قوتها ، والحياة تتخذ معنى جديدا وغرضا جديدا ، وتمنح الشجاعة والفرح لنفوس اخرى ! Tr 197.2
ينبغي الا تغیب عن بالنا قیمة التسبیح کوسیله للتربیة . ولیكن التسبیح فی البیت بترانیم حلوة وطاهرة ، ولنقلل من کلام الدم ونکثر من البهجة والرجاء والفرح . لیکن فی المدرسة تسبیح وحینئذ یقترب التلامیذ الى الله و یزیدون اقترابا الى معلمیهم والی بعضهم البعض Tr 197.3
التسبیح کجزء من الخدمة الدینیة هو عمل من أعمال العبادة كالصلاة . وفي الحق أن كثيرا من التسابيح هی صلوات. فاذا تعلم الطفل ان یعرف هذا فسیفکر أکثر فی معنی کلمات التسابیح وسیكون اکثر تأثراّ بقوتها Tr 197.4
واذ يقودنا الفادي الى عتبة الاله السرمدي فاذ نتألق بمجد الله فيمكننا ان نتلقف موضوع التسبيحة من فرق الترنیم السماوية الذين حول العرش ، واذ يتردد صدى تسبیح الملائكة في بيوتنا على الارض فستجتذب القلوب الى المرنمين السماويين . ان شركة السماء تبدأ على الارض . فنحن نتعلم هنا جوهر تسبيحة السماء Tr 198.1