Go to full page →

التَّاريخ والنُبُوة Tr 204

أن الکتاب المقدس ھو أقدم واشمل تاریخ یمکن للناس ان یقتنوه ۰ و قد أتي جدیدا من نبع الحق الازلی ، و مدی أجيال طويلة حفظت له يد الهية طهارته . وهو يشير الماضي البعيد جدا حيث تحاول المباحث العلمية البشرية أن تتطلع عبثا أو تخترق الحجب . ففي كلمة الله وحدها نشاهد القوة التي وضعت أساسات الارض وبسطت السموات . ففی هذا الکتاب وحده نجد بیانا موثوقا به عن أصل الامم والشعوب . وفي هذا الكتاب فقط يقدم تاريخ عن جنسنا لا تشويه الکبریاء او التعصب البشری Tr 204.1

في الاخبار القديمة للتاريخ البشري نجد ان نمو الامم و قیام الإمبراطوريات وسقوطها یبدو وکأن یعتمد علی أرادة الانسان وبسالته. وصوغ الاحداث یبدو وکان الذي یتحکم فیه قوة الانسان او طموحه او هواه الی حد کبیر . إما فى کلمة الله فأن الستار یزاح جانبا فتشاهد خلف و فوق وداخل كل شيء تضارب المصالح البشرية والقوة والأهواء الإنسانية ، نشاهد قوات الاله الكلي الرحمة تتمم بسكون و صبر مشورات أرادته Tr 204.2

أن الكتاب المقدس يكشف لنا عن الفلسفة الحقيقية للتاريخ . ففي تلك الكلمات التي لا تبارى في جمالها ورقتها التی نطق بها بولس الرسول فی مسامع حکماء أثينا أوضح قصد الله في الخليقة وتوزيع الأجناس والأمم ا، إذ يقول : ” وصنع من دم واحد کل امة من الناس یسکنون علی كل وجه الارض وختم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم . لکی يطلبوا الله لعلهم یتلمسونه فیجدوه » ( اعمالی ۱۷ : ۲۹ و ۲۷ ) . فالله یعلن ان اي انسان یرید یمکنه ان يدخل « فى رباط العهد » ( حزقیال ، ۲ : ۳۷ ) . و قد کان قصده فی الخلق ان یسکن الارض خلائق یجب ان یکون وجودھم برکه لأنفسهم ولبعضهم البعض و مجدا لخالقهم . فکل من یریدون یمکنهم ان یقرنوا أنفسهم بهذا القصد . و قد قیل عنهم : ” هذا الشعب جبلته لنفسي . يحدث بتسبيحي ) ( اشعیاء 4۳ : ۲۱) Tr 205.1

لقد أعلن الله في شريعته المبادىء التي هي اساس كل نجاح حقيقي للأمم والافراد . ان موسى قد اعلن للشعب العبرانی عن شریعة الله قائلا : « ذلك حکمتکم و فطنتکم » ، ۲۱ لانها لیست أمرا باطلا علیکم بل هی حیاتکم » ( تثنیة 4 : 6 : ۳۲ : 4۷). والبرکات التی ضمنت هکذا للعبرانيين تضمن لكل أمة ولكل فرد تحت السموات الواسعة بنفس الشروط وبنفس الدرجة Tr 205.2

والسلطان الذي یمارسه کل حاکم علی الارض هو منحة السماء له ، و علی حسن استخدام السلطان المعطى له هکذا یتوقف نجاحه . وأن کلام الرقیب الالهی لکل واحد هو هذا : « نطقتك وأنت لم تعرفني ( أشعياء 45: 5 ) . والكلام الذي وجته الى نبوخذنصر قديما هو درس الحياة لکل فرد : « فارق خطایاك بالبر و آثاملك بالرحمة للمساکین لعله بطال اطمینانك » ( دانیال 4: ۲۷ ) Tr 206.1

فلکی نفهم هذه الامورــ لکی نفهم ان ” البر یرفع شأن الأمة ” وان « الکرسی يثبت بالبر » و « یسند بالرحمة ( أمثال 14 :34 16 ; 12 : 20 : 28 ) ولكي نعترف بتفاعل هذه المبادىء في اظهار قدرة ذاك الذي « يعزل ملوکا وینصب ملوکا» ( دانیال ۲ : ۲۱ ) - هذا لکي نفهم فلسفة التاريخ Tr 206.2

وفي كلمة الله وحدها يوضح هذا بكل جلاء . ففيها يتضح أن قوة الامم وكذلك قوة الأفراد لا توجد في الفرص او المساعدات التی تجعلهم یبدو علیهم وکأنهم محصنون لا يقهرون ، ولا توجد في عظمتهم التي يفاخرون بها . انما هي تقاس بالولاء الذي به يتممون قصد الله Tr 206.3

والمثال الذي يوضح هذه الحقيقة يوجد في تاريخ بابل القديمة . أن الغرض الحقيقي في حكم الامة رمز بـه لنبوخلدنصر بشجرة عظيمة « بلغ علوها الى السماء ومنظرها الی أقصي کل الأرض . أوراقها جمیلة و ثمرها کثیر و فیها طعام للجميع وتحتها استظل حيوان البر وفي أغصانها سکنت طیور السماء » ( دانیال 4: ۱۱ و ۱۲ ) . هذا التمثیل یرینا صفة الحکم الذی یتمم قصد الله -- الحکم الذي يحمي الامة ويدعمها Tr 206.4

رفع الله بابل و مجدها حتی تمم قصده . وقد صحب النجاح هذه الامة حتى وصلت الى شأو رفيع في الثروة والسلطان لم يضارعها فيه أية أمة منذ ذلك الحين ، وقد رمز اليها في كتاب الوحي بـ « رأس من ذهب ) وهذا ينطبق علیها تماما ( دانیال ۲ : ۳۸) Tr 207.1

ولكن الملك اخفق في الاعتراف بالقوة التي عظمته ومجدته . فان نبوخدنصر قالی فی کبریاء قلبه وعجرفته : ( اليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدی » ( دانیال 4 :۳0) Tr 207.2

أن بابل بدلا من ان تكون حامية للناس صارت مضطهدة متكبرة وقاسية . وأن كلام الوحي الذي يصور قسوة رؤساء اسرائیل وجشعهم یکشف عن سر سقوط بابل وسقوط كثير من الممالك منذ بدء العالم : « تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم . المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم علیهم » ( حزقیال ۳4 : ۳ و 4 ) Tr 207.3

وقد صدر حكم الساهر الالهي على ملك بابل يقول : ” لك يقولون يا نبوخدنصر الملك أن الملك قد زال عنك ” (دانيال 4 : 31 ) Tr 207.4

« انزلی و اجلسی علی التراب أيتها العذراء
ابنة بابل
اجلسي علی الارض بلا کرسي . . .
اجلسي صامتة واد خلي في الظلام يـا ابنة
الكلدانيين
لأنك لا تعودين تدعين سيدة الممالك ” ( اشعياء 47 : 1 — 5 )

Tr 208.1

” أيتها الساكنة على مياه كثيرة الوافرة
الخزائن قد أتت آخرتك
کیل اغتصابك
” و تصير بابل بهاء المالك وزینه فخر الکلدانیین
کتقلیب الله سدوم وعمورة )”
« واجعلها ميراثا للقنفذ و آجام میاه و اکنسبها
بمکنسه الهلاك یقول رب الجنود » (ارمیا ۱ ه : ۱۳ : واشعیاء ۱۳ : ۱۹ : ۱4 : ۲۳ ) Tr 208.2

أن كل امة ظهرت على مسرح التاريخ سمح لها بأن تحتل مكانها علی الارض لیری ما اذا کانت تتمم قصد ( الساهر القدوس ) أم لا . ولقد تتبعت النبوة قيام وسقوط إمبراطوريات العالم العظيمة ــ بابل ومادى وفارس واليونان وروما . ولقد أعاد التاريخ نفسه مع كل من هذه الممالك كما مع الامم الاقل سطوة منها . فكل منها اعطیت لها فترة اختبار و کل منها فشلت و أنطفا مجد ها و فارقتها قوتها و حالت فی مکانها مملکه أخري Tr 208.3

وعندما رفضت الامم مبادیء الله وبهذا الر فضں ختمت علی هلاکها ، کان لا یزال ظاهرا ان القصد الالهی السائد بعمل فی کل تحرکاتهم Tr 209.1

هذا الدرس یتعلم فی تشبیه رمزي عجیب أعطي النبی حزقيال وهو مسبي فی أرض الکلدانيين . وقد اعطيت الرؤيا في وقت كان حزقيال فيه مثقلا ومنحني النفس بسبب الذكريات المحزنة والتطيرات المضطربة . كانت ارض آبائه خربة وقد اقفرت اور شلیم من السکان . وکان النبي نفسه غريباً في ارض تغشى فيها الطمع والقسوة . واذ کان یری الطغیان و الخطأ فى کل مکان تضایقت نفسه وناح نهارا وليلا . ولكن الرموز المقدمة له أعلنت عن قوة تفوق قوة ملوك الارض Tr 209.2

فعلی شواطئ نهر خابور شاهد حزقیال ریحا عاصفة كان يبدو انها قادمة من الشمال ،” سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ، ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع ” . وکان یوجد عدد من البکرات متقاطعة مع بعضها حرکتها أربع خلائق حیة . وفي مکان عال کان یری ” شبه عرش کمنظر حجر العقیق الازرق وعلی شبه العرش شبه کمنظر انسان علیه من فوق ” ” فظهر فى الکروبیم شبه ید انسان من تحت اجتاحتها » ( حزقیال ۱ : 4 و ۲6 : . ۱ : ۸ ) . و کانت البکرات معقدة جدا فى تنظيمها حتى لقد بدا عند أول نظرة كما لو انها في حالة تشویش ، ولکنھا کانت تدور قی توافق تام ، والخلائق السماوية التي كانت تسند وتقاد باليد التي تحت اجنحة الکروبیم کانت تستحث هذه البکرات، و من فوقها علی العرش الذي من عقیق ازرق کان الاله السرمدي، وحول العرش كانت توجد قوس قزح رمزا للرحمة الالهية Tr 209.3

وکما ان التعقیدات الشبیهة بالبکرات کانت تحت أرشاد الید التی تحت أجنحة الکروبیم فكذلك الرواية المعقدة للأحداث البشرية هي تحت سلطان الله . ففي غمرة المنازعات والضوضاء وضجيج الامم فالجالس فوق الکروہیم لا یزال یسوس شؤون الارض Tr 210.1

أن تاریخ الامم التی قد احتلت زمانها و مکانها المحددین لها ، شاهدة بلا وعي للحق الذي لم تكن تفقه له معنى يتحدث الينا . ان الله قد عين لكل امة ولكل فرد في يومنا هذا مکانا فی تدبیرہ العظیم ۔ والیوم یقاسں الرجال والامم بالمقياس الذي في يد ذاك الذي لا يخطىء . والجميع بمحض اختیارهم یقررون مصیرهم و الله یسیطر علی الجمیع لإتمام قصدہ Tr 210.2

أن التاريخ الذي قد حدده أهميه العظيم في كلمته قارنا حلقة بأخرى في السلسلة النبوية منذ الازل في الماضي الى الابد في المستقبل يخبرنا أين نحن اليوم في موكب الدهور وما يمكن انتظاره في الزمن الآتي . كل ما سبقت النبوة فانبأتنا بأنه سيحدث الى العصر الحاضر “تتبع على صفحات التاریخ و یمکننا ان نتأکد ان کل ما سيأتي سیتم فی نظامه ودوره والسقوط النهائي لكل ممالك الارض قد انبىء عنه بوضوح في كلمة الحق ، ففي النبوة التي قيلت عندما نطق الله بالحكم على آخر ملك في اسرائيل ” قدمت هذه الرسالة : Tr 210.3

« هکذا قال السید الرب . انزاع العمامة . ارفع التاج . . . أرفع الوضيع وضع الرفيع . منقلبا منقلبا منقلبا اجعله . هذا أيضا لا یکون حتی یا تی الذي له الحکم فأعطيه ایاه » ( حزقیال ۲۱ : ۲۹ و ۲۷ ) Tr 211.1

أن التاج الذی رفع عن اسرائیل مر ہالتتابع الی ممالك بابل ومادي وفارس واليونان وروما . والله يقول : « لا یکون حتی يأتي الذي له الحکم فأعطيه إياه » Tr 211.2

ذلك الوقت قريب . فاليوم تعلن علامات الأزمنة إننا واقفون على عتبة الاحداث العظيمة الخطيرة . وكل ما في عالمنا هو في حالة اهتياج . وأمام أنظارنا تتم نبوة المخلص عن الاحداث التي تسبق مجيئه : « سوف تسمعون بحروب واخبار حروب . . . لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملکة و تکون مجاعات وأوبئة وزلازل فی أماکن ) (متی ٢٤: 6 ، 7 ) Tr 211.3

والوقت الراهن هو وقت اهتمام طاغ لکل الإحياء .فالحکام والساسة والرجال الذين يشغلون مناصب تنطوی على الأمانة والسلطان ، والرجال والنساء المفكرون من كل الطبقات ركزوا انتباههم على الاحداث الجارية حولنا . أنهم يراقبون العلاقات المتوترة القلقة الكائنة بين الامم . و هم یلاحظون الشدة التی تتحکم فى کل عنصر ارضی ویعترفون بان شيئا عظیما وحاسما موشك أن یقع ، وان العالم على حافة أزمة هائلة أن الملائكة يمسكون الآن برياح الحرب حتى لا تهب الى ان يقدم العالم إنذار بدينونته القادمة . ولكن عاصفة تتجمع موشکة ان تھب علی الأرض ، وعندما يأمر الله الملائكة بأن يفكوا الرياح ويطلقوها سيكون هنالك مشهد حراب لا یمکن لقلم کاتب أن بصوره Tr 211.4

أن الكتاب المقدس وحده يقدم فكرة صحيحة عن هذه الامور . ففيه يكشف عن المشاهد الختامية العظيمة في تاريخ عالمنا . المشاهد التي سبق ان ألقت ظلالها أمامها وإذا بصوت اقترابھا یجعل الأرض ترتجف وقلوب الناس تخور من فرط الخوف والهلع Tr 212.1

” هوذا الرب يخلي الارض ويفرغها ويقلب وجهها ويبدد سكانها . . . لأنهم تعدوا الشرائع غيروا الفريضة نكثوا العهد الأبدي . لذلك لعنة أكلت الأرض وعوقب الساكنون فيها . . . بطل فرح الدفوف انقطع ضجيج المبتهجين باطل فرح العود » ( أشعیاء ۲ : ۱ - ۸ ) Tr 212.2

« آه علی الیوم لان يوم الرب قریبا . يأتي کخراب من القادر علی کل شیء . . . عفنت الحبوب تحت مدرها. خلت الاهراء . انهدمت المخازن لأنه قد بس القمح . کم تئن البهائم هامت قطعان البقر لان لیسا لها مرعی حتی قطعان الغنم تفنى) Tr 212.3

((الجفنة يبست والتينة ذبلت . الرمانة والنخلة والتفاحة كل أشجار الحقل يبست . انه قد يبست البهجة من بني البشیر » ( یوئیل ۱ : ه ۱ - ۱۸ و ۱۲ ) Tr 212.4

” أحشائي توجعنی . . . لا استطیع السکوت . لأنك سمعت یا نفسی صوت البوق و هتا فه الحرب ۰ بکسر علی کسر نودی لأنه قد خربت کل الارض ” Tr 213.1

” نظرت الى الارض واذا هي خربة وخالية والى السموات فلا نور لها . نظرت الى الجبال واذا هي ترتجف و کل الاکام تقلقلت ۰ نظرات و اذا لا انسان و کل طیور السماء هربته. نظرت واذا البستان برية وكل مدنها نقضت ” (أارمينا 4 : 9 و 20 و 23 26 ) Tr 213.2

« آه لان ذلك الیوم عظیم ولیس مثله . وهو وقت ضيق علی یعقوب و لکنه سیخلص منه » ( ارمیا . ۳ : ۷ ) Tr 213.3

« هلم يا شعبي ادخل مخادعك وأغلق أبوابك خلفك . اختبئ ع نحو لحیظه حتی یعبر الغضب » (اشعیاء ۲۹ : . ۲) ” Tr 213.4

لانك قلت انت يا رب ملجالي . جعلت العلي مسكنك . لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك ” (مزمور — 91 - : 9 و 10 ) Tr 213.5

” اله الآلهة الرب تكلم ودعا الارض من مشرق الشمس الی مغربها Tr 213.6

من صهیون کمال الجمال الله اشرق ۰ يأتي الهنا ولا يصمت . Tr 213.7

ید عو السموات من فوق والأرض الی مداينة شعبه . . . وتخبر السموات بعدله لأنه الله هو الديان ” ( مزمور 50 : 1 — 3 و 4 — 6 ) Tr 213.8

” يا بنت صهيون . . . يفديك الرب من يد أعدائك . والان قد اجتمعت علیكم أمم كثيرة یقولون لتتدنس ولتتفرس عیوننا فی صهیون و هم لا یعرفون أفکار الرب ولا يفهمون قصد ه » « لانی أرفدك وأشفيك من جروحك يقول الرب أرد سبی خیام يعقوب وارحم مساکنه » ( میخا 4 :10 - 12 : ارمیا0 ۳ : ۱۷ و ۱۸ ) Tr 213.9

” ويقال في ذلك اليوم هوذا هـذا الهنا انتظرناه فخلصتنا. هذا هو الرب انتظرناه . نبتهج ونفرح بخلاصه ” ” يبلع الموت إلى الأبد . . . وينزع عار شعبه عن كل الأرض لان الربا قد تکلم ” ( أشعیاء 5 ۲ : ۹ و ۸ ) Tr 214.1

« انظر الی صهیون مدینه أعيادنا . عیناك تریان أورشليم مسكنا مطمئنا خيمة لا تنتقل . . . فإن الرب قاضينا . الرب شارعنا. الرب ملکیا » ( اشعیاء ۳۳ : 20 — 22 Tr 214.2

” یقضی بالعدل للمساکین ویحکم بالإنصاف لبائسی الأرض ” (أشعیاء ۱۱ : 4) . حینئذ سیتم قصد الله و سیکرم کل من تحت الشمس مبادیء ملکوته Tr 214.3

” لا يسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب او سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا ” Tr 214.4

” بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين وعن الارتعاب فلا یدنو منك ” (أشعیاء 60 : 18 ؛ 54 : 14 ) أن الأنبياء الذين کشفت لهم هذه المشاهد العظيمة أشتاقوا لفهم فحواها . انهم قد فتشوا وبحثوا ” باحثین اي وقت او ما الوقت الذي کان یدل علیه روح المسيح الذي فيهم . . . الذين أعلن لهم انهم ليس لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التى أخبرتم بها انتم ... التی تشتهى الملائکه أن تطلع علیها ” (۱ بطرس ۱ : 10- 12 ) Tr 214.5

وبالنسبة إلينا نحن الواقفين على نفس حافة اتمام النبوات ما أعظم أهميتها ، و بأي اهتمام عمیق وحی یجب أن نعتبر رسوم الامور الآتية — الاحداث التى منذ خروج ابوانا الأولان من عدن كان أولاد الله يرقبونها وينتظرونها ويتوقون أليها ويصلون طالبين تحقيقها ! ” Tr 215.1

وفي هذا الوقت الذي یجئ قبل الازمة الأخيرة العظيمة کما کان الحال قبل هلاك العالم أولا فالناس مشغولون في ومستغرقون في الامور المنظورة والزائلة فقد غابت عن انظارهم الامور غير المنظورة والابداية . فلأجل الأشياء التى تغنی بالاستعمال یضحون بالغنی الذی لایفنی و لایزول .فعقولهم تحتاج إلى إن تسمو وترتفع وآراؤهم عن الحياة يجب أن تتسع . فهم بحاجة الى من يوقظهم من سبات الاحلام العالمية Tr 215.2

وعلیهم ان یتعلموا من قیام الامم و سقوطها کما هو موضح في الكتاب المقدس مقدار تفاهة المجد العالمي الخارجى . فبابل بكل سلطانها وفخامتها التى لم يشاهد عالمنا مثيلا لها منذ ذالك الحين ــ ذلك السلطان وتلك الفخامة اللذين بدا للعالم في ذلك العصر انهما ثابتان وباقیان -- کم زالت و اختفت من الوجود تماما ” لقد هالکت و تلاشت « کعشب الحقل» . وهکذا یهلك کل ما لیس الله أساسه ودعامته . فكل ما هو مرتبط بقصده ويعبر عن صفاته هو وحده الذي يبقى. فمبادئه هي الاشياء الوحيدة الثابتة التي يعرفها عالمنـــا Tr 215.3

هذه هي الحقائق العظيمة التي يحتاج الى ان يتعلمها الکبار والصغار . نحن بحاجة الی ان ندرسں تغلغل و تفاعل قصد الله فی تاریخ الامم و فی اعلان الامور الآتية حتی یمکننا ان تقدر الامور المنظورة وغير المنظورة بقيمتها الحقيقية ، وحتى نفهم ما هو الهدف الحقيقي في الحياة وحتى عندما نری أمور الزمان الحاضر فى نور الابدایة یمکننا أن نستخدمها اصدق وأنبل استخدام . وهكذا إذ نتعلم في هذا العالم به مبادئ ملکوت الله و نصير ضمن رعایاه و مواطنیه فعند مجیئه نکون مستعادین للدخول معه الی ملکه Tr 216.1

أن الیوم قریب . فبالنسبة الی الدروسں التی يجب أن نتعلمها و العمل الذی یجب انجازه و التغییر الذی یجب ان يحدث في أخلاقنا ، نجد أن فترة الوقت الباقية لانجاز كل ذلك قصيرة جدا Tr 216.2

« هوذا بیت اسرائیل قائلون الرژیا التي هو رائیها هي الى أيام كثيرة وهو متنبئ لأزمنة بعيدة . لذالك قل لهم . هكذا قال السید الرب . لا يطول بعد شيء من كلامي. الکلمة التی تکلمت بها تکون یقول السید الرب » ( حزقیال 12 : 27 و 28 ) Tr 216.3