لقد نجح التدبير الذي اتخذه موسى في البريّة ليجمع الأموال والموارد لبناء الخيمة نجاحًا عظيمًا. لم يكن هنالك ما يدعو إلى الحث أو الإلحاح أو الإرغام، كلا ولا استخدم وسيلة من الوسائل التي تلجأ إليها الكنائس كثيرًا في هذه الأيام. فلم يولم وليمة عظيمة ولا دعا الناس إلى حفلات الطرب واللهو والرقص أو ما شاكلها من التسليات العامة، كلا ولا باع للناس أوراق اليانصيب، ولا عمل شيئًا من هذه الأشياء الدنيوية النجسة لكي يحصّل مالاً يبني به مقدس الله. ولكن الربّ أرشده إلى أن يطلب من بني إسرائيل أن يأتوا بتقدماتهم. وكان عليه أن يقبل كل العطايا التي يقدمها إليه كل إنسان عن طيب خاطر وبمحض اختياره. فتدفقت العطايا الاختيارية من كل جانب حتى أصدر موسى أمرًا إلى الشعب بعدم إحضار المزيد من العطايا والتقدمات لأنهم كانوا قد أحضروا ما يزيد عن الحاجة. — الآباء والأنبياء، صفحة ٥٢٩. CSAr 203.3
إن تجارب الشيطان وإغراءاته فيما يتعلق بالانغماس في الملذات وشهوة الأكل والشرب ستنتصر على أتباع المسيح. فسوف يظهر في صورة ملاك نور مقتبسًا الكتاب المقدس لتبرير التجارب التي يضعها أمام الناس ليغرقوا في شهوة الأكل والشرب والملذات الدنيوية التي ترضي القلب الذي يهتم بما هو للجسد. إن القوة الأدبية لأتباع المسيح المدعين ضعيفة وهم ينبهرون بالرشاوي التي يضعها الشيطان أمامهم، وهكذا يكون الشيطان قد انتصر. CSAr 204.1
كيف ينظر الله — تبارك اسمه — إلى الكنائس التي تُعال بهذه الأموال والموارد؟ إن المسيح لا يمكنه قبول هذه الأعطية، لأنها لم تُقدّم بدافع المحبة والتكريس له، وإنما بدافع المحبة الأنانية العابدة للنفس. ولكن ما لا يفعله الكثيرون بدافع محبتهم للمسيح، سيفعلونه من أجل محبتهم للكماليات الفاخرة وإشباع الشهوات وولعهم بالتسليات الدنيوية لإرضاء القلب الذي يهتم بما هو للجسد. — مجلة الريفيو آن هيرالد، ١٣ أكتوبر (تشرين الأول) ١٨٧٤. CSAr 204.2