إن المسيحيين يرفضون التدبير الذي وضعه الربّ لجمع الأموال من أجل عمله. فما هي الطريقة التي يَلْجَأُونَ إليها لسد النقص؟ إن الله يرى شر الطرق التي يتبنونها. فأماكن العبادة تُدنَّس بكافة ألوان الترف والانغماس في الشهوات الأنانية الشريرة من أجل كسب القليل من المال من محبي الملذات الأنانية لتسديد ديون الكنيسة أو لتعضيد عملها. وكثيرون من هؤلاء الأشخاص ما كانوا ليقدموا مليمًا واحدًا من تلقاء أنفسهم للأغراض الدينية. أين نجد، في توجيهات الله لتعضيد عمله، أي ذكر للبازارات والحفلات الموسيقية والأسواق الخيرية المُترفة وما شابهها من تسليات ووسائل ترفيه؟ أينبغي أن يعتمد عمل الربّ على الأشياء نفسها التي حرّمها الله في كلمته، الأشياء التي تحوّل عقل الإنسان عن الله وعن حياة الرصانة والتعقل والتقوى والقداسة؟ CSAr 204.3
وما هو الانطباع الذي يُترَك على أذهان غير المؤمنين بسبب هذه الأشياء؟ إن المقياس المقدس الذي تتمتع به كلمة الله ينحدر إلى تراب الأرض، ويُجلَب العار والهوان على الله وعلى الاسم المسيحي، كما أن أكثر المبادئ فسادًا وانحلالاً تتقوّى بسبب تلك الطرق غير الكتابية لجمع الأموال والموارد، وهذا هو ما يريده الشيطان. فالناس يكررون خطية ناداب وأبيهو ويستخدمون في خدمة الله، نارًا اعتيادية عوض النار المقدسة. إلا أن الربّ لا يقبل مثل هذه التقدمات والأعطية. CSAr 205.1
فكل هذه الطرق والوسائل لجمع الأموال ووضعها في خزانته هي مكرهة له، والجهد الذي يكرَّس من أجل التشجيع على مثل هذه الطرق والأساليب هو جهد مزيّف وكاذب. يا للعمى ويا للهوس الواقع على الكثير من الذين يدعون أنهم مسيحيون! إن أعضاء الكنائس يفعلون كما كان يفعل سكان العالم في أيام النبي نوح، عندما كان كل تصوُّر أفكار قلوبهم إنما هو شريرٌ كل يوم. كل الذين يخافون الله سيكرهون مثل هذه الممارسات وسيعتبرونها تحريفًا (سوء تمثيل) لديانة الربّ يسوع المسيح. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٨ ديسمبر (كانون الأول) ١٨٩٦. CSAr 205.2