إن الكثيرين من شعب الله قد أصابهم الخبل بالروح السائدة في العالم، وهم ينكرون إيمانهم بأعمالهم. فإنهم يغرسون في نفوسهم محبة المال ومحبة البيوت والأراضي التي تمتص قوى العقل والوجود وتغلق الباب في وجه محبة الخالق والنفوس التي مات المسيح من أجلها. لقد أعمى إله هذا الدهر أعينهم وصارت اهتماماتهم ومصالحهم الأبدية ثانوية، وأصبحوا يرهقون كل قوة وكل عظمة وكل عضلة إلى أقصى حد ممكن من أجل زيادة ممتلكاتهم الدنيوية. وكل هذه الأحمال والأعباء تأتي على حساب الانتهاك المباشر لوصيّة السيّد المسيح القائلة: «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ» (متى ٦: ١٩). CSAr 209.1
وينسون أنه قال أيضًا: «بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ» (متى ٦: ٢٠)، لأنهم بذلك يعملون لمصلحتهم. إن الكنز الذي يُكنَز في السماء آمن، فالسارقون لا يمكنهم الاقتراب منه والسوس لا يفسده. لكن كنزهم على الأرض، وعواطفهم على كنزهم. CSAr 209.2