هنالك خطر من فقدان كل شيء عند السعي لتحقيق الكسب العالمي؛ إذ أن الاهتمامات السامية تُنسَى بسبب الرغبة المسعورة في الحصول على الكنز الأرضي. فالقلق والمنغصّات التي نتعرّض إليها عندما نكنز كنوزنا على الأرض، لا تترك أي وقت أو رغبة في تقدير قيمة الثروات الأبدية التي لا تفنى.... «فحيث يكون كنزك، هناك أيضًا يكون قلبك!» كما أن أفكارك وخططك ودوافعك سوف تتشكّل بالطابع الأرضي، وسوف تتنجّس روحك بالطمع والأنانية. «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متى ١٦: ٢٦). CSAr 217.1
إن قلب الإنسان يمكن أن يكون مسكنًا للروح القدس. وسلام المسيح الذي يفوق كل عقل يمكن أن يحل في روحك، وقوة نعمته المغيّرة يمكنها أن تعمل في حياتك وتؤهلك للدخول إلى ديار المجد. ولكن إذا كانت العضلات والدماغ والأعصاب تُستخدم في خدمة الذات، فإنك بذلك لا تجعل الله والسماء أول اعتبار في حياتك. وسيستحيل عليك نَسجْ نِعَم المسيح ومراحمه في شخصيتك وخُلُقَك وأنت تكرّس كل طاقاتك وقواك في خدمة العالم. وربما تنجح في أن تكنز كنزًا على الأرض، من أجل مجد الذات، ولكن «حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا» (متى ٦: ٢١). فالاعتبارات الأبدية سوف تكون ذات أهمية ثانوية. ربما تشترك في مظاهر العبادة الشكلية، ولكن خدمتك ستكون مكروهةً عند الربّ إله السماء. لا يمكنك أن تخدم الله والمال. فإما أن تكرّس قلبك للربّ وتسلّم إرادتك له، أو أن تكرّس طاقاتك وقواك في خدمة العالم. إن الربّ لن يقبل الخدمة الفاترة. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١ سبتمبر (أيلول) ١٩١٠. CSAr 217.2