إن السيّد المسيح يطلب من أعضاء كنيسته أن يتعلقوا بالرجاء الحقيقي والصادق للإنجيل، وهو يوجّه أنظارهم إلى فوق، ويؤكد لهم تأكيدًا لا ريب فيه أن الثروات الباقية هي الثروات التي توجد فوق وليس أسفل. فرجاؤهم هو في السماء وليس على الأرض. فيقول: «لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا (أي كل ما هو ضروري لخيركم وفائدتكم) تُزَادُ لَكُمْ» (متى ٦: ٣٣). CSAr 218.1
إن الأشياء التي في العالم تمنع كثيرين من رؤية المشهد المجيد لثقل المجد الأبدي الذي ينتظر قديسي العلي، إذ إنهم لا يستطيعون تمييز الحق من الضلال، والحقيقة من الزيف، والأشياء التي جوهرها باقٍ ومستمر من الظلال العابرة. فيحثّهم السيّد المسيح على أن يزيلوا من أمام أعينهم ما يحجب رؤيتهم للحقائق الأبدية، ويَصرّ على إزالة ما يجعلهم يخلطون بين الحق والضلال والعكس. إن الله سبحانه وتعالى يحضّ شعبه على تكريس قوتهم الجسدية والعقلية والروحية للخدمة التي يتوقع منهم تأديتها، ويطلب إليهم أن يتمكنوا من إخبار أنفسهم أن مكاسب هذه الحياة ومزاياها ليست جديرة بأن تُقارن بالثروات والخيرات المحفوظة لمن يبحثوا بحثًا جادًا وعقلانيًا عن الحياة الأبدية. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٢٣ يُونْية (حزيران) ١٩٠٤. CSAr 218.2