منذ بضعة أسابيع، بينما كنت أحضر المخيّم في سان خوسيه (١٩٠٥)، عرض بعض الإخوة أمامي ما كانوا يعتبرونه فرصًا رائعة لاستثمار الأموال في قطاع استخراج المعادن والسكك الحديدية، معتقدين أن ذلك سيجلب فوائد وأرباح ضخمة. كانت تبدو على وجوههم الثقة في النجاح، وكانوا يتحدثون عن الخير الذي سيفعلونه بالأرباح التي كانوا يتوقعون الحصول عليها. CSAr 242.1
أشخاص آخرون كانوا حاضرين، وعلى ما يبدو أنهم كانوا مهتمين بمعرفة كيف سأرد عليهم. أخبرتهم أن مثل هذه الاستثمارات غير مضمونة للغاية. ولم توجد أمامهم طريقة للتأكد من نجاح هذه المشروعات والأعمال التجارية. تحدثت إليهم عن الأجر الأبدي المؤكد لأولئك الذين يكنزون لهم كنوزًا في السماء. ولكنني عندما أدركت أن الأمر كان متعلقًا بتلك الأعمال والمشروعات، توسلّت إليهم، لأجل خاطر المسيح، أن يتوقفوا فورًا عما يفعلونه. CSAr 242.2
وفي الفترة المسائية أُمِرت أن أخبر شعب الله أن استثمار الأموال في قطاع التعدين لا يتوافق مع إرادة الربّ لأولئك الذين يؤمنون بقرب مجيئه. فهم بفعلهم هذا يخبئون وزنة الربّ في الأرض. سأقرأ عليكم رسالة كتبتها إلى أحد الإخوة الذين ذكرتهم أسماءهم: سان خوسيه، كاليفورنيا ٢ يوليو (تموز) ١٩٠٥ الأخ الحبيب، لقد عرضت أمامي اقتراحًا لاستثمار أموالك في قطاع التعدين. وتشعر بالثقة أن استثمار كهذا سوف يحقق نجاحًا، وتعتقد أنك بهذه الطريقة ستساهم بشكل كبير في تعضيد عمل الربّ. CSAr 242.3
«لقد أوصاني الربّ أثناء الاجتماعات التي أحضرها أنني سأجد أناسًا يشجّعون أعضاء كنائسنا على استثمار أموالهم في أعمال المناجم والتعدين. لقد أمرني الربّ أن أخبرك أن هذا الأمر هو من صنع الشيطان عدو الخير لإهدار وتعليق الأموال التي يُحتَاج إليها احتياجًا ماسًا لإتمام عمل الربّ. وعندما يشترك شعب الربّ في إضاعة أموال الربّ المعهودة إليهم والتي ينبغي أن تُستعمل استعمالاً حكيمًا في العمل المتعلق بربح النفوس، فذلك يُعد شِركًا من أشراك الأيام الأخيرة. ونظرًا لأن مبالغ ضخمة من المال تُستثمر في هذه المشروعات والأعمال غير المضمونة، فإن عمل الربّ يتعطل بسبب نقص الوزنات التي ستجلب النفوس للمسيح... CSAr 243.1
«رفعت صوتي وأنا في رؤى الليل منذرة من خطر أعمال المضاربة والمنافسات التجارية العالمية. وقلت إنني أدعوك للاشتراك في أعظم منجم يمكن العمل فيه. CSAr 243.2
«يشبه ملكوت السماوات بكنز مطمور في حقل، وجده رجل، فعاد وطمره. ومن فرحه، ذهب وباع كل ما كان يملك واشترى ذلك الحقل ... CSAr 243.3
«إذا استثمرنا في قطاع التعدين الإلهي، فالربح مضمون وأكيد. فالربّ يقول: اسْتَمِعُوا لِي اسْتِمَاعًا وَكُلُوا الطَّيِّبَ، وَلْتَتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ أَنْفُسُكُمْ » (إشعياء ٥٥: ٢) ... CSAr 243.4
«ويشبه ملكوت السماوات أيضا بتاجر كان يبحث عن اللآلئ الجميلة. فما إن وجد لؤلؤة ثمينة جدًا، حتى ذهب وباع كل ما يملك، واشتراها. CSAr 243.5
«فهل ستقوم يا أخي بضمان حصولك على اللؤلؤة السماوية كثيرة الثمن؟ ... فقطاع التعدين هذا يمكنك الاستثمار فيه دون الخوف من التعرّض لخيبة الأمل. ولكن، أيها الصديق العزيز، لا يوجد لدينا دولار واحد من أموال الربّ لاستثماره في صناعات التعدين التي في هذا العالم». CSAr 243.6
إنني حزينة حزنًا عظيمًا على الخطأ الذي اقترفه بعض أعضاء الكنيسة بدفن أموالهم التي وهبها الله لهم في قطاع التعدين، معتقدين أن بهذه الطريقة ستزداد أرباحهم وإيراداتهم. قد يبدو هذا مغريًا، لكن كثيرون سيصابون بخيبة أمل بشكل مؤسف. CSAr 244.1
أتذكر حالة أحد الإخوة الذي كان مهتمًا من قبل بعمل الربّ. قبل بضع سنوات، عندما كنت في أستراليا، كتب لي هذا الأخ ليخبرني أنه اشترى منجمًا يتوقع أن يحقّق منه أرباحًا كبيرة. وقال إنه سيعطيني جزءًا مما سيحصل عليه. وكان يكتب إليَّ بين الحين والآخر ليخبرني بأن الأمور تبشّر بالخير وأننا سرعان ما أن نحصل على الأرباح والإيرادات. إلا أن الأرباح لم تتحقّق، وبعد تبذير عدة آلاف من الدولارات، تعرّضت مشاريعه لخسائر فادحة. CSAr 244.2
هذه هي حالة من الحالات الكثيرة المماثلة التي لفتت انتباهي. وقد أعرب الكثيرون لي عن أسفهم إذا سبق لهم وشجعوا أي شخص على استثمار أمواله في قطاع التعدين. فإذا تلقى أحد هنا مالاً من أخ أو أخت لاستثماره في أي شيء من هذا القبيل، فمن واجبه إعادته، إذا كان الشخص الذي أعطاه يرغب في ذلك. CSAr 244.3
أطلب إليكم أن تتوخوا الحذر فيما تفعلونه بأموال الربّ وموارده. فعندما تضعونها في خزانة الربّ، ستضمنون لأنفسكم أرباحًا لا تنضب من كنوز ملكوته. CSAr 245.1
إن شعب الله يكتفي بمبادئ الحق السطحية البسيطة. ينبغي أن نجتهد في البحث عن حقائق كلمة الله العميقة والأبدية وبعيدة المدى. ومتى وجدناها سنفرح ببيع كل شيء كي يتسنى لنا شراء الحقل. — شهادات خاصة، السلسلة ب، رقم ١٧، صفحة ٨-١٣. CSAr 245.2