هناك أناس في صفوف حفظة السبت يتشبثون بكنزهم الأرضي، فهو إلههم ووثنهم، وهم يحبّون أموالهم ومزارعهم ومواشيهم وبضائعهم أكثر من محبتهم لفاديهم، الذي من أجلهم افتقر وهو غني، لكي يستغنوا هم بفقره، وهم يعظّمون كنوزهم الأرضية، ويعتبرونها ذات قيمة أعظم من أنفس الناس. فهل سيسمع أولئك القوم النداء «نعمًا»؟ بالطبع لا، وإنما ستقع على حواسهم المرتعبة الكلمات «اذهبوا عني». فهم بلا فائدة في نظر الله، لأنهم عبيد أشرار ومتكاسلين، ويُخزِنون الأموال والموارد التي أوكلها الله لهم، بينما يهلك إخوانهم من البشر في الظلام والضلال. CSAr 123.1
من أعماق قلبي أرثي لهذه الحالة. هل يظل ذوو الأملاك والأموال نائمين حتى فوات الأوان؟ حتى يرفضهم الله ويرفض كنوزهم، قائلاً: «هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ» (يعقوب ٥: ١ — ٣). ويا للمشهد الذي سيكون في يوم الربّ عندما تصرخ الكنوز المخزونة والأموال المكتسبة بالاختلاس ضد أصحابها، الذين كانوا يدّعون كونهم مسيحيين صالحين، وكانوا يتباهوا بحفظهم لشريعة الله، لأنهم أحبوا الربح أكثر من حبهم لأرواح أولئك الذين اشتراهم المسيح بدمه — أرواح البشر. CSAr 123.2
لقد حان الوقت ليعمل الجميع ... ما الذي سيقوله الكثيرون في يوم الربّ عندما يسأل: وأنت ماذا يا تُرى فعلت من أجلي؟ أنا الذي وهبتك نِعَمي وبركاتي وكرامتي ووصيتي وحياتي كي أنقذك من الهلاك. الذين لا يفعلون أي شيء سيكونون عاجزين عن الكلام، لأنهم سيرون خطية إهمالهم وتقصيرهم، وسيدركون أنهم قد سلبوا الربّ من خدمته أثناء فترة حياتهم، ولم يتركوا أثرًا للخير على أحدٍ، ولم يربحوا نفسًا واحدة للمسيح. لقد استغنوا عن القيام بشيء للسيّد؛ وسيكون جزاؤهم الهلاك الأبدي وليس الثواب. فهم سيهلكون مع الأشرار، على الرغم من زعمهم أنهم أتباع المسيح. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١٤ مارس (آذار) ١٨٧٨. CSAr 123.3