يجب على كل إنسان، مهما كانت حرفته أو صنعته، أن يضع عمل الربّ على رأس أولوياته واهتماماته، وينبغي عليه ألا يستعمل وزناته للنهوض بعمل الربّ فحسب، بل وأن يكرّس قدراته وقواه لتحقيق هذه الغاية. كثير من الناس يكرّسون شهورًا وسنوات في سبيل الحصول على مهنة أو صنعة معينة حتى يتسنى لهم أن يكونوا عاملين ناجحين في العالم، ومع ذلك فهم لا يبذلون جهدًا خاصًا لاستغلال تلك الوزنات التي تجعل منهم عاملين ناجحين في كرم الربّ. لقد أفسدوا قواهم وقدراتهم، وأساءوا استخدام وزناتهم، ونظروا إلى سيّدهم السماوي بازدراء وبلا احترام. هذه هي الخطية العظيمة التي يرتكبها أولئك الذين يزعمون أنهم شعب الله. فهم يخدمون أنفسهم ويخدمون العالم، وقد يكونوا معروفين بكونهم خبراء ماليين أذكياء ومُحنّكين، لكنهم يقصّرون في استثمار الوزنات التي أوكلها إليهم الله من أجل خدمته. إن البراعة الدنيوية تزداد قوة بالممارسة بينما الروحيات تضعف قوتها بسبب التكاسل النشاط. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١ يناير (كانون الثاني) ١٨٨٤. CSAr 124.1