على أتباع المسيح ألا يحتقروا الثروة، وإنما عليهم أن ينظروا إليها كوزنة أوكلها الله لهم. وعندما يستعملون عطاياه استعمالاً حكيمًا، سيكون ذلك في مصلحتهم وخيرهم إلى الأبد، ولكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أن الله لم يعطنا الثروات لاستخدامها كما يحلو أو يروق لنا، أو للانغماس في الملذات والشهوات، أو لمنح ما نرغب منحه وإمساك ما نريد إمساكه، فلا ينبغي علينا أن نستعمل الثروات بطريقة أنانية، أو أن نخصّصها ببساطة في سبيل إشباع ملذاتنا الخاصة ورغباتنا الشخصية، فهذا المسلك (النهج) من شأنه أن يضر بعلاقتنا مع الله وعلاقتنا مع إخواننا من البشر، ولن يجلب معه في النهاية سوى الحيرة والمشقة... CSAr 133.1
إن العالم يُفضّل الأغنياء، وينظر إليهم على أنهم ذو قيمة أعظم من الرجل الفقير الأمين، ولكن صفات الأغنياء وأخلاقهم تتزّكى وتزدهر على غرار الطريقة التي يستخدمون بها العطايا والثروات الموكلة إليهم، وهكذا يُظهِرون ما إذا كان من الآمن الوثوق بهم بالثروات الأبدية أم لا. إن الفقراء والأغنياء على حدٍ سواء يقرّرون مصيرهم الأبدي، وهم يبرهنون على مدى لياقتهم وأهَّليتهم لشركة ميراث القديسين في النور. فأولئك الذين يضعون ثرواتهم لخدمة أغراضهم الأنانية في هذا العالم يُظهِرون الصفات والسمات التي كانت ستتجلى فيهم في حالة حصولهم على امتيازات أعظم أو في حالة امتلاكهم كنوز ملكوت الله التي لا تفنى. إن المبادئ الأنانية المُطبّقة على الأرض ليست هي المبادئ التي ستسود في السماء، فجميع الناس سيقفون على قدم المساواة في السماء... CSAr 133.2
فلماذا يصف الكتاب المقدس الثروات بمال الظلم؟ ذلك لأن الشيطان يستغل الكنز الأرضي ليخدع الناس ويضلهم ويوقعهم في شِركِهِ، رغبةً منه في إهلاكهم. إلا أن الله قد أعطى البشر توجيهات خاصة بشأن الطريقة التي يخصّصون بها أموالهم في التخفيف من احتياجات البشر ومعاناتهم، والنهوض بعمل الربّ وتقدّمه، وبناء ملكوته على الأرض، وتكليف المُرسَلين والكارزين بالذهاب إلى الأقاليم البعيدة، ونشر معرفة المسيح في كل أنحاء العالم. ولكن إذا لم تُستغَل أموال الله المعهودة إلينا بتلك الطريقة، ألن تصبح دينونة الله جائزة على ذلك؟ وفي الوقت الذي يستثمر فيه أعضاء الكنائس، الذين يدّعون تبعيتهم للمسيح، وزنة المال المقدسة التي أعطاها الله إياهم في إشباع شهواتهم النجسة والانغماس في الملذات، فما يحدث هو أن النفوس تُتَرَك لتهلك في خطاياها. CSAr 133.3