طالما أننا في هذا العالم وروح الله يجاهد مع العالم، فيجب علينا أن نتلقى النِعَم والبركات وكذلك أن نقوم بمشاركتها. ويجب علينا أن نحمل نور الحق للعالم كما هو وارد في الكتاب المقدس، وأن نتلقى من العالم ما يحث الله قلوبهم ليقوموا به نيابةً عن عمله. إن الربّ ما زال يعمل في قلوب الملوك والحكّام نيابةً عن شعبه، ولذلك فلا ينبغي لأولئك الذين يهتمون بشدة بمسألة الحرية الدينية أن يكونوا سببًا في منع أية خدمات أو هدايا مقدّمة أو أن يسحبوا أنفسهم من المساعدة التي حرّك الله الناس ليعطوها من أجل تقدّم عمله. CSAr 183.1
نجد أمثلة في كلمة الله بخصوص هذه المسألة عينها. فكورش ملك فارس نادى في جميع أنحاء مملكته بالإعلان التالي الذي كتبه: «هكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: جَمِيعُ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِي الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ شَعْبِهِ، لِيَكُنْ إِلهُهُ مَعَهُ، وَيَصْعَدْ إِلَى أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا فَيَبْنِيَ بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ» (عزرا ١: ٢، ٣). والأمر الثاني أصدره الملك داريوس لبناء بيت الربّ، وقد ورد ذكره في الأصحاح السادس من سفر عزرا. CSAr 183.2
لقد وضع الربّ الإله نِعَمه وموارده في أيدي غير المؤمنين، ولكنها ينبغي أن تُستخدم للقيام بالأعمال التي ينبغي أن تُنجز من أجل العالم الساقط. فالقنوات التي تأتي بواسطتها هذه الأعطية، قد تفتح سُبُلاً يصل الحق من خلالها إلى الآخرين. إن غير المؤمنين ربما لا يكون لديهم أي تعاطف مع العمل، وربما لا يؤمنون بالسيّد المسيح ولا يعملون بكلمته أو يطبقونها، ولكن لا يتوجب علينا رفض أعطيتهم بسبب ذلك ... CSAr 183.3
لقد تبيّن لي مرارًا وتكرارًا أننا قد نحصل على نِعَم وأعطية أكبر بكثير مما نفعله بطرق عديدة وذلك لو قمنا بمخاطبة ذوي الفطنة والحكمة وقمنا بتعريفهم على عملنا ومنحهم الفرصة ليقوموا بعمل تلك الأشياء التي في صالحنا أن نحفزهم على القيام بها من أجل تقدّم عمل الله. — شهادات للقساوسة والخدام، صفحة ٢٠٢، ٢٠٣. CSAr 184.1