إنّ مشيئة الله موضحة في وصايا شريعته المقدسة، فمبادئ هذه الشريعة هي مبادئ السماء. إنّ ملائكة السماء لا يبلغون إلى معرفة أسمى من معرفة مشيئة الله، وإتمام هذه المشيئة هو أسمى خدمة يشغلون فيها قواهم. ArMB 53.4
ولكن في السماء لا تُقدّم الخدمة بروح شرعية قانونية. عندما عصى الشيطان شريعة الرب جاءت فكرة وجود قانون إلى الملائكة تقريبا كإيقاظٍ لهم إلى شيء لم يفكر فيه أحد. إنّ الملائكة يخدمون لا كعبيد بل كبنين. هناك اتحاد كامل بينهم وبين خالقهم. فالطاعة لا تعتبر عبودية في نظرهم. إنّ محبتهم لله تجعل خدمتهم مفرحة لهم. وكذلك في كل نفس يسكن فيها المسيح رجاء المجد يتردّد صدى كلامه قائلا: « أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي» (مزمور 40: 8). ArMB 53.5
إنّ هذه الطلبة القائلة: « لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ » هي صلاة بأن ينتهي وينقرض ملك الشرّ على هذه الأرض، وتتلاشى الخطية إلى الأبد ويثبت ملكوت البرّ. وحينئذ تتمّ في الأرض كما في السماء « كل مسرة صلاحه » ( 2 تسالونيكي 1: 11). ArMB 53.6